اضطراب الخوف
أنواع الاضطرابات السلوكية والانفعالية
اضطراب الخوف
يعد الخوف انفعالاً شائعاً بين الأطفال ويأخذ أشكالا متعددة تؤثر في شخصية الطفل، وهو الاضطرابات الهامة التي تدخل في أغلب أنواع الاضطرابات الانفعالية السلوكية والاجتماعية، كما يوجد في حالات اضطراب الشخصية، ويؤيد هذا الرأي كثير من علماء النفس، حيث يرى أغلبهم أنه لا توجد حالة اضطراب نفسي لدى الصغار أو الكبار بدون خوف كما أن فرويد يرى أن الخوف والقلق أساس جميع الحالات المرضية.
ومنذ ولادة الطفل ومع تطور عمره يظهر لديه الخوف، ومع تطور خبرات الطفل الحياتية تتطور لديه المهارات الدفاعية حيث يشكل طرقه الخاصة للتعامل مع المستجدات والمثيرات من حوله دون اعتماد كبير على والديه.
وتتنوع مخاوف الطفل تبعاً لاختلاف مواقف الخوف والمرحلة العمرية التي يمر بها؛ فمثلاً قد يخاف الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة من الإصابة والجروح، وفي مرحلة الدراسة قد يخاف من الذهاب على المدرسة نتيجة لخبرات غير سارة، وتختفي معظم المخاوف البسيطة التي تتكون في مخيلة الطفل مع الوقت وبقليل من التوجيه من قبل الآباء والمربين، وتؤكد معظم الدراسات البحثية أن تلك المخاوف البسيطة لا تدعو للقلق طالما أنها لا تمثل عقبة تمنع نمو وحركة الطفل.
ويعرف الخوف بأنه انفعال قوي غير سار ينتج عن الإحساس بوجود خطر أو توقع حدوثه، و يرى أغلب علماء النفس أن أكثر المخاوف متعلمة رغم تأكيدهم أيضاً أن هناك مخاوف غريزية مثل الخوف من الصوت المرتفع، أو من فقدان التوازن والحركة المفاجئة، والخوف قد يكون خوفاً عادياً أو مبرراً عندما يكون المصدر المسبب للخوف مخيفاً في طبيعته، ويكون الخوف غير عادي وغير مبرر عندما يكون المصدر المسبب للخوف غير مخيف بطبيعته، مثلك الخوف من القطط أو الخوف من الغرباء أو من المواقف غير المألوفة وما إلى ذلك، وفي هذه الحالة يسمى الخوف خوافاً أو فوبيا (phopias).
والمخاوف أكثر شيوعاً في الأعمار بين سن 6:2 سنوات حيث تكثر المخاوف في المرحلة العمرية بين 4:2 سنوات من بعض الحيوانات والظلام والغرباء، وتقل تلك المخاوف تدريجياً في نهاية سن الخامسة وتختفي في عمر 9 سنوات، هذا وقد توصلت بعض الدراسات البحثية التي تناولت مخاوف الأطفال أنه في عمر 6:3 سنوات تسيطر المخاوف المتخيلة على الطفل مثل الخوف من الأشباح والوحوش، أما الخوف من الأخطار الجسمية فيوجد لدى الأطفال من عمر 10 سنوات فما فوق، كما أشارت إلى أن20% من الأطفال يخافون من المواقف الاختبارية حيث ينخفض أداؤهم فيها بسبب الخوف.
وكما أن للخوف سلبيات فله إيجابيات عدة أيضاً، فالخوف المنطقي يساعد في الحفاظ على بقاء الفرد منتبهاً إلى مصدر الخطر وإعداد الحماية لنفسه من الأخطار المتوقعة، حيث يعمل هرمون الأدرينالين على تعبئة وإعداد الجسم للقيام بتلك المهمة من حيث المهاجمة أو الهرب، وهذه التعبئة الجسمية والنفسية تساعد في مواجهة الخطر وتفاديه، وتعد الأحلام لدى الأطفال معبراً جيداً عن المخاوف، فيمكن للآباء أن يفهموا ماذا يخيف أطفالهم من خلال إتاحة الفرصة لهم للتحدث عن أحلامهم، وبشكل عام فإن معظم الأطفال يتجاوزون مخاوفهم إذا كانوا في محيط أسري آمن لا يشجع أو يعزز المخاوف غير المنطقية لديهم، أما المخاوف الشديدة فلا بد من وجود مساعدة متخصصة لمعالجتها.