برنامج التدخل المبكر لتنمية مهارات اللغة والتواصل لدى صغار الأطف
المقوم الثاني
إرشاد الآباء وتوعيتهم بأهمية الكشف المبكر عن أطفالهم المعوقين سمعياً والصعوبات التي قد تعترضهم في
سبيل هذا الكشف.
- يتطلَّب الإسراع العاجل في مساعدة صغار
الأطفال المعوقين سمعياً على تنمية مهارات اللغة والتواصل ضرورة تبصير آبائهم
بأهمية التعرف المبكر على الفقدان السمعي لدى هؤلاء الصغار واكتشافه في وقت مبكر
قبل أن تستفحل خطورة الآثار المترتبة عليه.
- وفي أول مرة يلتقي فيها الآباء
بالمختصين العاملين في البرنامج ينبغي إرشادهم وتوجيههم إلى أن الكشف المبكر عن
إعاقة الطفل الأصم وتشخيصها ومعالجتها طبّيا ــ إن أمكن ــ يعدّ الخطوة الجوهرية
الأولى لتهيئة أفضل الظروف الممكنة للتدخل المبكر لتنمية مهاراته اللغوية
والتواصلية.
- إذ ينبغي إرشادهم إلى أن الطفل الوليد
عندما لا يستجيب للأصوات العالية ولا يبدي قدرة على الكلام في الوقت المناسب فإن
مَن حولَه ينزعون عادة إلى استنتاج أن هنالك أمراً غير عادي يحدث مع هذا الطفل.
غير أن معظم الرُّضَّع من الأطفال الصم لا يكادون يقِلُّون عن أقرانهم من الأطفال
العاديين في التنبه والاستجابة لآبائهم وأمهاتهم وأشقّائهم، حيث تعوضهم حاستا
البصر واللمس وأحاسيس ومشاعر أخرى عما يعانونه من عجز عن السمع، مما يعني أن
الآباء والأمهات لا يكتشفون بسهولة أن أطفالهم يعانون من مشكلة في حاسة السمع.
- وحتى إذا عُرِض الطفل الرضيع على أرباب
التشخيص المختصين في قياس السمع واختباره فإنه من المحتمل ألا يدركوا أنه طفل أصم،
لأنه يستخدم سائر حواسه ويستجيب للضوضاء المنبعثة من حوله باستجابات سلوكية لا
تختلف عن سلوك أقرانه من الصغار العاديين المتمتعين بسمع سليم.
- كما ينبغي إرشاد أولياء الأمور إلى أن
الصعوبات التي تعترض اكتشاف القدرة على السمع واختبارها لدى الرُّضَّع وصغار
الأطفال ربما كانت أهم أسباب تأخر الكشف عما يعانونه من فقدان شديد لحاسة السمع.
وقد يكون من المطمئن لبعض الآباء الذين يعبرون عن فشلهم في اكتشاف الصمم مبكرا لدى
أبنائهم أن نخبرهم بأنه قد يحدث أحياناً ألا يُكتَشَف الصمم لدى الوليد الصغير إلا
في وقت متأخر نسبيا، أي قبل أن يبلغ من العمر ثلاثة أو أربعة أعوام، وأن ذلك أمر
محتمل حتى في بلد مثل أمريكا التي تعتبر على درجة عالية من الخبرة والكفاءة والمعرفة
بإجراءات الكشف والتشخيص والعلاج المبكرة.
- وليس من الأمور السهلة بأي حال من
الأحوال أن يعيش الوالدان مع طفل أصم يوماً وراء يوم وهما يعلمان أن في الأمر شيئا
دون أن يعرفا مضموناته أو ما ينبغي لهما فعله إزاءه. ونظراً لأن التشخيص الذي لا
يعقبه علاج هو إجراء يتسم بالقسوة، فإنه ينبغي دائماً أن يقترن الاكتشاف والتشخيص
المبكرَيْن للصمم بخدمات إرشادية للآباء، وتقديم إيضاحات عملية لهم تتعلق بما
يمكنهم عمله من أجل أطفالهم كذلك فإنه ينبغي إرشادهم إلى ضرورة بذل كل جهد ممكن
لاختزال الفترة الفاصلة بين اكتشاف فقدان السمع في الطفل والتحقق من أنه لن يُشفى
منه من جانب والشروع في إلحاقه ببرنامج ملائم للتدخل المبكر من جانب آخر.