ثبات الاختبار
ثبات الاختبار
إذا كانت الاختبارات باعتبارها أدوات الملاحظة المقننة الموضوعية الشاملة هي طريقة جمع البيانات عن الفروق الفردية ، ولذا فإن هذه الأدوات تحتاج إلى أن يتوافر فيها عدد آخر من الشروط يضاف إلى الشروط البديهية الواضحة بذاتها وهذه الشروط التي نطلق عليها الشروط التجريبية ليست منفصلة عن الشروط السابقة وإنما تعتبر امتداداً لها وتوسيع لنطاقها. بل يمكن التأكيد أن كل شرط من الشروط البديهية إذا تطلب مزيداً من التحقق والاختبار أو التعميم فإن ذلك يعنى ضرورة توافر أحد الشروط التجريبية المقابلة له. وفي رأينا أن هذه المقابلة بين نوعى الشروط يمكن عرضها على النحو التالي:
1- إذا ظهرت الحاجة إلى تجاوز الموضوعية بمعنى الاتفاق بين تقارير الملاحظين المستقلين سواء كانت هذه التقارير تتصل بالتسجيل (انطباعياً كان أم آلياً) أو بالتقدير (كيفياً كان أم كمياً) إلى مدى الاتساق في السمة التي تتم ملاحظتها تظهر في هذه الحالة إلى ضرورة توافر شروط ثبات الاختبار.
2- إذا ظهرت الحاجة إلى ضرورة التحقق من درجة التشابه بين عينة السلوك ، التي يتضمنها الاختبار والسلوك الذى تنتمى إليه تظهر الحاجة إلى ضرورة توافر صدق الاختبار كامتداد طبيعي لشرط الشمول.
3- إذا ظهرت الحاجة إلى توسيع نطاق تقنين الاختبار بحيث يتجاوز موقف تطبيق الاختبار إلى مواقف وعينات أخرى تظهر الحاجة إلى ضرورة توافر شرط معايير الاختبار.
ونعرض فيما يلى الشروط التجريبية الثلاثة للاختبار النفسي :
1- ثبات الاختبار :
تقوم فكرة الاختبارات النفسية على قياس عينة من السلوك الإنساني ومن هذا القياس نستنتج المميزات الرئيسية لهذا السلوك. ولذا تعتمد على الاستدلال الإحصائي أكثر مما تعتمد على الإحصاء الوصفي. والاختبارات بهذا المعنى وسائل لقياس النواحي النفسية المختلفة ، كما يقيس الكيلو النواحي الوزنية ، والمتر النواحي الطولية ، والساعة النواحي الزمنية ، وتعتمد صحة القياس على مدى ثبات النتائج وصدقها.
المقياس الثابت :
هو ذلك المقياس الذى يعطى نفس النتائج إذا قاس نفس الشيء مرات متتالية.
مثال : إذا قسمت طول قطعة من القماش ودل القياس على أن طولها 1.5 متراً ، ثم أعدنا عملية القياس ودلت النتائج للمرة الثانية على أن الطول يساوى 1.5 متراً استنتجنا من ذلك أن نتائج هذا القياس ثابتة.
معنى الثبات :
إذا أجرى اختبار ما على مجموعة من الأفراد ورصدت درجات كل فرد في هذا الاختبار ثم أعيد إجراء نفس هذا الاختبار على نفس أفراد المجموعة السابقة ورصدت أيضاً درجات كل فرد ، ودلت النتائج على أن الدرجات التي حصل عليها الطلبة في المرة الأولى عند تطبيق الاختبار هي نفس الدرجات التي حصل عليها هؤلاء الطلبة في المرة الثانية ، استنتجنا من ذلك أن نتائج الاختبار ثابتة. وأفضل طريقة لمقارنة هذه الدرجات هي حساب معامل ارتباط درجات الاختبار في المرة الأولى بدرجات هذا الاختبار في المرة الثانية وعندما تثبت الدرجات فتصبح واحدة في الرتبة يصبح معامل الارتباط مساوياً للواحد الصحيح.
لكن المقاييس النفسية لا تصل إلى هذه الدقة المثالية التي قد نقترب منها في قياسنا للصفات المادية المختلفة كالوزن والطول والزمن. ولذا يقرب معامل ارتباط الاختبار بنفسه من الواحد الصحيح لكنه لا يساوى هذا الواحد الصحيح. وينشأ هذا الفرق من الأخطاء المختلفة التي تتصل من قريب أو بعيد بنتائج المقاييس النفسية والتي لا تخضع في جوهرها للضبط العلمي أو التحكم الدقيق في الظاهرة التي تخضعها للقياس. حيث إن نتائج القياس تتأثر إلى حد ما بالحالة النفسية للفرد وبحالته الجسمية والأصوات المفاجئة والتغيرات المختلفة المحيطة به كالتغيرات الجوية وبغيرها من العوامل التي تؤثر بطريق مباشر في ثبات تلك النتائج. وعندما تحسب معامل ارتباط الاختبار بنفسه وتحصل على قيمة عددية تدل على هذا الارتباط فإننا بذلك نحسب الثابت من هذا الاختبار أى الجزء الذى لا يتأثر بتلك الأمور الخارجية