الاعاقة البصرية 11
خصائص المعاقين بصرياً
نظراً للاختلافات في درجة الإعاقة البصرية، وفي أنواعها ومسبباتها، وفي الظروف التربوية والتأهيلية، والاجتماعية والنفسية التي تقدم للمعاق بصرياً، فإن من الصعب أن نحدد خصائص معينة يمكن أن يندرج تحتها جميع المعاقين بصرياً بفئاتهم ودرجاتهم المختلفة وذلك لأنهم ليسوا مجموعة متجانسة.
ولقد حدد لونفيلد 1955م أربعة من الاعتبارات التي يجب أن تراعى عن تحديد خصائص المعاقين بصرياً، وهذه الاعتبارات هي:
الاعتبارات التي يجب أن تراعى عن تحديد خصائص المعاقين بصرياً :
-
الربط بين الخصائص والمسببات. (السبب وراء الاعاقه )
-
تكييف وتقنين الاختبار على عينات من المعاقين بصرياً. ( يجب ان تكون الاختبارات مناسبه للمعاقين بصريا. اي نبتعد عن
النواحي البصريه فيها )
-
الربط بين الخصائص وأساليب التعامل مع المعاقين بصرياً. (عدم نبذ الشخص الكفيف والتعامل معه معامله سيئه والتقليل من
شئنه )
-
شمولية البحوث والدراسات في مجال الإعاقة البصرية. (اثناء عمل دراسات لابد ان تكون متكامله لجميع الجوانب )
وهناك العديد من الدراسات التي ألقت الضوء على بعض خصائص المعاقين بصرياً، وهذه الخصائص هي:
أولاً : خصائص أكاديمية :
لا تقتصر الخصائص الأكاديمية على درجة وطبيعة استعداد المعوق بصرياً للنجاح في الموضوعات الدراسية فقط، بل تتعداها إلى كل ما هو مرتبط بالعمل المدرسي مثل درجة المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية وطبيعة التفاعل مع المدرسين والزملاء.
هناك عوامل كثيرة تؤثر مجتمعة أو منفردة على طبيعة الخصائص الأكاديمية للمعوق بصرياً مثل درجة الذكاء، وزمن الإصابة بالإعاقة ولادية، طارئة (بسسب حادث او مرض) ، ودرجة الإعاقة (كف بصر كلي، كف جزئي)، وطبيعة الاتجاهات الاجتماعية (سالبة أو موجبة)، وطبيعة الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتأهيلية والنفسية والصحية التي تقدم للمعاقين بصرياً في المجتمع .
إن هذه العوامل بدورها مجتمعة أو منفردة تؤثر على كل من طبيعة مفهوم المعوق بصرياً عن ذاته، وكذلك على درجة تقبله لإعاقته وهما يؤثران بدورهما على طبيعة الخصائص الأكاديمية للمعوق بصرياً وعلى درجة نجاحه الأكاديمي ..
ومن أهم الخصائص الأكاديمية للمعوق بصرياً والتي أوردتها معظم الدراسات ما يلي :
-
بطء معدل سرعة القراءة سواء بالنسبة للبرايل أو الكتابة العادية .
-
أخطاء في القراءة الجهرية .
-
انخفاض مستوى التحصيل الأكاديمي .
-
خصائص أكاديمية خاصة بالمبصرين جزئياً منها الاقتراب من العمل البصري سواء كان كتاب أو سبورة، وقصور في تحديد معالم الأشياء البعيدة، وقصور في تحديد معالم الأشياء الدقيقة الصغيرة، والإكثار من التساؤلات والاستفسار للتأكد مما يسمع أو يرى.
ثانياً : الخصائص العقلية :
أشارت بعض الدراسات المقارنة بين الطلاب المبصرين والطلاب المعاقين بصرياً، إلى أن العديد من المعاقين بصرياً يكون أدائهم في اختبارات الذكاء حسناً نسبياً، كما أشار البعض الآخر إلى عكس ذلك تماماً حيث أكدت بعض الدراسات إلى أن ذكاء المعاقين بصرياً يعتبر أقل من ذكاء أقرانهم المبصرين
(هناك احتمال انه اعتمد على فقرات خاصه لحاسة البصر فالدرجة تنخفض, عندما نريد تطبيق مثل هذه الاختبارات لابد من تقنين هذه الاختبارات لتكون مناسبه لهذه الفئه حتى لا يحدث ظلم لهم )
وقد يكون السبب في تناقض هذه الدراسات راجعاً إلى صعوبة قياس ذكاء المعاقين بصرياً، حيث إن معظم الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لقياس الذكاء تشتمل على فقرات تحتاج إلى حاسة البصر، ولهذا فإنه لقياس ذكاء المعاقين بصرياً من الضروري الاعتماد على مقاييس مصممة ومقننة على هذه الفئة بحيث يراعي فيها الاعتماد على الأداء الحسي المتمثل في اللمس والحركة والسمع.
ورغم ذلك فقد أكد لونفيلد 1955م على أن الإعاقة البصرية يمكن أن تؤثر على نمو الذكاء وذلك لارتباط الإعاقة البصرية بجوانب القصور الآتية :
-
معدل نمو الخبرات وتنوعها .
-
القدرة على الحركة والتنقل بحرية وفاعلية .
-
علاقة المعاق بصرياً ببيئته وقدرته على السيطرة عليها والتحكم فيها .
ثالثاً : خصائص مرتبطة باللغة والكلام :
من النادر أن نجد طفلاً معاقاً بصرياً ومتمتع بحاسة سمع جيدة ولم ينمو لديه التواصل اللفظي بشكل فعال، فغياب البصر لا يعتبر حاجزاً كبيراً أمام نمو اللغة والكلام، ولكن رغم ذلك فإن البحوث والدراسات في هذا المجال قد أوردت بعض الفروق بين كل من المعاقين بصرياً والمبصرين في طبيعة اللغة والكلام، وإن هذه الفروق راجعة إلى أن المعاقين بصرياً يعتمدون بشكل كبير على حاسة السمع والقنوات اللمسية في استقبال وتعلم اللغة والكلام وهذا قد يؤدي إلى بعض القصور أو الاضطرابات في اللغة والكلام لديهم لأن تعلم اللغة والكلام مرتبط أيضاً إضافة إلى السمع بتتبع وملاحظة التلميحات الصادرة عن المتحدث، كذلك حركة الشفاه والتعبيرات الوجهية المصاحبة للكلام، والتي يمكن للمبصر ملاحظتها وتقليدها، وبالتالي هذا يسهل عليه تعلم اللغة والكلام، في حين يصعب على المعاق بصرياً ذلك، مما يؤدي إلى بطء في نمو اللغة والكلام لديه أو قصور واضطراب فيهما.
- إذن تشير الدراسات إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة بين طريقة اكتساب الكفيف والفرد العادي للغة المنطوقة إذ يسمع كل منهما اللغة المنطوقة، في حين توجد فروق ذات دلالة بين كل منهما في طريقة كتابة اللغة، إذ يكتب الفرد العادي اللغة بالرموز الهجائية المعروفة، في حين يكتبها الكفيف بطريقة برايل.
رابعاً : الخصائص الحركية :
لقد أشار ريان 1981م إلى أنه لا يوجد اختلاف في النمو الحركي للطفل المعاق بصرياً ولادياً في الأشهر الأولى من حياته بشكل واضح عن النمو الحركي للطفل المبصر، حيث أن معدل نمو القدرة على الجلوس والتدحرج من وضع الانبطاح إلى وضع الاستلقاء لا يختلف بين الطفل المعاق بصرياً وبين الطفل المبصر، ومع ذلك فإن بعض المهارات الحركية التي تتعلق بالحركة الذاتية للطفل مثل رفع الجسم، والجلوس في وضع معين والمشي باستقلالية تكون متأخرة لدى الطفل المعاق بصرياً وذلك لارتباطها بقدرته على الثبات ودقة الحركة، وعندما يتمكن المعاق بصرياً من الثبات والدقة في الحركة فإنه يكون أبطء في السرعة من الطفل المبصر فهو لا يتمكن من المشي باستقلالية إلا في حوالي الشهر التاسع عشر من عمره، في حين أن الطفل المبصر يتمكن من المشي باستقلالية في حوالي الشهر الثاني عشر من عمره إضافة إلى ذلك هناك مشكلات أخرى يواجهها المعاق بصرياً متعلقة بإتقان المهارات الحركية وتتمثل هذه المشكلات في : التوازن، الوقوف والجلوس، الاحتكاك، الاستقبال أو التناول، الجري.
خامساً : الخصائص الاجتماعية والانفعالية :
تتطور العلاقات بين الأفراد بعضهم البعض داخل المجتمع الواحد وتنمو نتيجة للتفاعل بينهم، وهذا التفاعل الذي يقوم أساساً على تبادل المنافع والخدمات المادية منها والمعنوية، وبقدر درجة هذا التفاعل بإيجابياته وسلبياته تتحدد نوع وطبيعة العلاقة بين الأفراد بعضهم البعض، أو بين الفرد والجماعة، ومن هذا التفاعل يخرج الفرد بخبرات سارة وخبرات غير سارة، وقد تغلب الخبرات السارة في بعض الأحيان على الخبرات غير السارة وأحياناً يحدث العكس، ونتيجة لذلك تتكون لدى الفرد فكرته عن ذاته وعن الآخرين كما تتشكل سماته الاجتماعية والانفعالية،
إذن فالذي يحدد خصائص الفرد الاجتماعية والانفعالية هي طبيعة علاقاته مع الآخرين والتي تتحدد بدورها بدرجة وطبيعة تفاعله مع هؤلاء الآخرين.
وأهم الخصائص الاجتماعية والانفعالية للمعاقين بصرياً والتي أجمعت عليها بعض البحوث والدراسات في هذا المجال هي مفهوم الذات السلوك العصابي، الخضوع، الانطواء، والانبساط، التوافق الاجتماعي، العدوانية، التعصب، التوافق الانفعالي.
أما دراسة بتمان 1964م فقد أشارت إلى تقبل الطلبة الكفيفين كلياً بشكل أكبر من الطلبة العاديين مقارنة مع الطلبة الكفيفين جزئياً.
وقد ينجح المعاق بصرياً في إقامة علاقات اجتماعية، خاصة في مجال تكوين الأسرة، وفي ميدان العمل ولكن ذلك يعتمد إلى حد كبير على مدى أداء المعاق بصرياً وكفاءته في مجال العمل وفي الحياة الاجتماعية بشكل عام ولعل أسوأ المواقف تجاه الكفيف هي مواقف أفراد أسرته.
سادساً: الإعاقات المصاحبة :
لقد أشار وارين 1977م إلى أن العديد من الدراسات التي أجريت حول موضوع ارتباط الإعاقة البصرية بالإعاقات الأخرى، قد ذكرت أن هناك بعض الإعاقات المصاحبة للإعاقة البصرية، وأن أكثر الإعاقات انتشاراً بين المعاقين بصرياً، هي الإعاقات الأربعة الآتية:
-
الاضطرابات الانفعالية . الإعاقات الجسمية . التخلف العقلي . الصمم . ( الإعاقة السمعية )