الاعلام والاعاقة
الإعلام والإعاقة:
أين يقع ذوو الاحتياجات الخاصة في وسائل الإعلام؟ ربما هذا هو السؤال المحوري في العلاقة بين المؤسسات الإعلامية وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتلوه سؤال آخر عن: هل يوجد إعلام خاص بهذه الشريحة التي تعيش في المجتمع، والتي تشير الاحصائيات الى تنامي أعدادها، حيث تقدر بعشرة في المائة، أي بأكثر من ستمائة وخمسون مليون نسمة من بين مجموع سكان العالم، كما أشارت لها احصائيات الأمم المتحدة، وتعد هذه أكبر أقلية في العالم. ويوجد ثمانون في المائة منهم في المجتمعات النامية[1]. في دراسة للورين كيسلر Kessler أطرت من خلالها لمثل هذه العلاقة بين وسائل الإعلام وبين الجماعات والأقليات في المجتمع. وقد وضعت كيسلر ثلاثة أنواع للصحافة/الإعلام البديل الذي يفسر هذه العلاقة[1]: (1) نموذج الاستبعاد، أي أن وسائل الإعلام الرئيسة تعمل على استبعاد أي تغطية أو إشارة لموضوع هذه الفئة من فئات المجتمع؛ (2) النموذج الانتقائي، أي أن تعمد وسائل الإعلام على انتقاء جوانب معينة من اهتمامات تلك الفئة، وعادة يتم التركيز على أحداث مثل المظاهرات والاحتجاجات لتلك الفئات مع تهميش متعمد للقضايا التي تتبناها تلك الفئات؛ (3) النموذج النمطي، أي أن التغطية تتم لهذه الفئات، ولكنها تتم في إطار من التغطية النمطية المعتادة، والتي تكون في غالبها سلبية الاتجاه. وباستقراء واقع التغطيات الإعلامية ومراجعة الأدبيات العلمية في هذا الخصوص، يمكن الاستنتاج أن العلاقة بين وسائل الإعلام وبين موضوعات وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة هي علاقة نمطية، أي تجسد النموذج الثالث الذي طرحته لورين كيسلر.
ومن المعروف أن وسائل الإعلام هي مصدر أساسي عن المعلومات التي يستقيها الناس عن كثيرمن الموضوعات ومن بينها موضوعات ذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء على ذلك فإن الصور النمطية التي تترسخ في أذهان الناس هي نتاج لما تبثه وتنشره وسائل الإعلام. وأشار واهل Wahl الى أن الوصمات التي ترتبط بأشخاص أو شرائح في المجتمع تترسخ أكثر في أذهان الناس عن طريق التكرار الذي تقوم به وسائل الإعلام مرات ومرات عديدة. ومن خلال هذا التكرار تتولد الاتجاهات والسلوكيات السلبية. وعلى الرغم من جهود المؤسسات التعليمية في تصحيح بعض الصور الخاطئة عن بعض شرائح المجتمع، الا أن ما تواصل وسائل الإعلام بثه ونشره يقف حائلا أمام عملية التغيير المطلوب.
وأوضحت دراسات مسحية أجرتها الجمعية الأمريكية للصحة العقلية الى أن وسائل الإعلام كانت في مقدمة المصادر التي يستقي منها الناس معارفهم عن الأشخاص من ذوي الأمراض العقلية، وقد ذكرت الدراسة تباينا بين وسائل الإعلام فيما يخص درجة الاعتماد على كل وسيلة، حيث بلغ الاعتماد على البرامج الإخبارية التلفزيونية نسبة 70%، والصحافة نسبة 58%، والأخبار التلفزيونية 51%، والبرامج الحوارية التلفزيونية 31%، وكل من الإخبار الإذاعية والمجلات 26%، والانترنت 25%[1].
د. علي بن شويل القرني , رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال , أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود , بحث مقدم للملتقى السابع للجمعية الخليجية للإعاقة .
الخاتمة
إن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في ميزان التربية الإسلامية مؤهلون لإفراز العباقرة والمتميزين، الذين يقدمون للمجتمع الإسلامي والإنسانية خدمات جليلة لا تقدر بثمن، قد يعجز عن مثلها الأسوياء ,
وفي وسع الإعلام الإسلامي، بمختلف وسائله، أن يستثمر الموضوع بصورة فعالة للغاية من ناحية العناية بأوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، أو مجال الدعوة الإسلامية من مدخل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بجلبهم إلى ساحة الطاعة، والعمل الإسلامي في أوساط فئاتهم، ورفع معنوياتهم، والترقي بهم في مدارج الكمال الإنساني كالأسوياء , وينبغي أن تعمّق الفضائيات رؤية استراتيجية إعلامية واضحة ومحددة، تدعو إلى توفير رعاية كاملة من كافة مؤسسات المجتمع، وتعمل على تنمية العمل الخيري لذوي الاحتياجات الخاصة، مع تأكيد اتسامه بطابع البعد التنموي.
المراجع /
-
1/ د.حسن السوداني , رئيس قسم الاعلام والاتصال , بحث / الاعلام الاذاعي لذوي الاحتياجات الخاصة , الدورة الثلاثين للامم المتحرة في قرارها المرقم (3447 (f.
2/ مصطفى قطبي , مقال , صورة ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعلام السعودي , صحيفة مكة الالكترونية .
3/ د. علي بن شويل القرني , رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال , أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود , بحث مقدم للملتقى السابع للجمعية الخليجية للإعاقة .
الفهــــرس :
الصفحة |
الموضوع |
2 |
المقدمة . |
3
9
|
دور الإعلام في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة .
الاستراتيجيات المقترحة للإعلام . |
10 |
الإعلام والإعاقة .
|
13 |
الخاتمة .
|
14 |
المراجع .
|