دور المؤسسات الاجتماعية في الرعاية الصحة النفسية
دور المؤسسات الاجتماعية في الرعاية الصحة النفسية
1- دور الاسرة في الرعاية الصحية
تعد الاسرة المؤسسة الاجتماعية الاولى التي تحتضن الطفل وتتولاه بالرعاية وتوفر له اسباب الحياة والتطور،وتنقل له الميراث الاجتماعي والحضاري وتعلمه بنفسه وبالمجتمع الذي يعيش فيه ،وتشرف على بناء شخصيته وتكوين سلوكه .وحيث ان الطفل يولد وهو مزود بأمكانات محدودة ولكنها نامية ومتغيرة للتعامل مع الحياة واختبارها وتكوين قناعاته ومشاعره عنها .فالاسرة هي البيئة والوسيلة لتكوين تلك القناعات والمشاعرفأذا ماكانت هذه البيئة او المنظومة سليمة في بنائها وفي طرق واساليب تعاملها وفي العلاقات القائمة بين اعضائها فيتوقع للطفل ان ينشأ سليمآ وايجابيآ ،ويمكن ان تعوض هذه المنظومة بعض جوانب الضعف او القصور في البناء البايولوجي ،وتخفف بعضآ من اثاره أذا قامت بعملها بصورة صحيحة .ويذهب كثير من العلماء اليوم الى ان مشاكل الكبار النفسية (من قلق وشقاء وضغوط ومشاكل نفسية واجتماعية واضطرابات في الشخصية وانحرافات سلوكية وامراض سايكوباثولوجيه تعود في جذورها الاولى الى السنين الاولى من العمر .ففي السنة الاولى من حياته يكّون الطفل شعورآ بالثقة والامن اذا ما اشبعت حاجاته من غذاء ورعاية ودفء وحنان .اما اذا تعرض الى الحرمان والجوع او الاهمال او القسوة والغلظة فسيكون مشاعرآ من عدم الثقة بكل شئ يحيط به وعدم الثقة بأمكاناته ،وينظر الى العالم المحيط به بأنه المهدد لوجوده. ومن هنا تكون نقطة البداية لفقدان الصحة النفسية ،ويبقى هذا الشعور والاحساس ،ملازمآ طوال حياته ...وهكذا مع بقية مراحل التطور اللاحقة ،حيث يطور في السنتين اللاحقتين شعورآ بالقدرة والاستقلالية والتي تكون عناصر مهمة في الصحة النفسية السليمة او شعورآ بالشك والخجل وهو عنصر ومظهر لاضطراب الصحة النفسية .. وهكذا فان قواعد السلوك السائدة في الاسرة وانحطاط المعاملة الوالدية والعلاقات بين الوالدين والجو الاسري العام والوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للاسرة تفعل فعلها الايجابي او السلبي في تكوين شخصية الطفل وتمتعه بالصحة النفسية او الحرمان منها .
وتستطيع الاسرة تكوين صحة نفسية سليمة للطفل من خلال :0
أ-الاشباع المناسب لحاجات الطفل النفسيةمثل الحاجة الى الحب والانتماء والامن والتقدير والقبول والاستقرار /وتوفير فرص الارضاع الطبيعي
ب-توفير الفرص الملائمة لتطوير قدراته العقلية من خلال مايتلقاه من تفاعل ايجابي وحوار لفظي ومعرفة وارشاد والاجابة عن تساؤلاته وتوجيه مداركه واستعدادته وتوفير الانشطة وساليب اللعب التي تزايدمن خبراته
ج-تزويد الطفل بالغذاء المناسب والنشاطات والفعاليات البدنية الملائمة والرعاية الصحية لجلعه يتمتع بالصحة البدنية التي تنعكس ايجابيآ على صحته النفسية .
د-التقليل من فرص الاحباط واليأس اوالحماية الزائدة وتوفير فرص المبادرة والاستقلالية
هـ- تزويد الطفل بالنوذج المثالي للتعامل الاجتماعي الايجابي وتقبل الاخرين من خلال نمط التعامل بين الوالدين .
و- تكوين ثقته بنفسه من خلال تكليفه ببعض الاعمال والانشطة التي تلائم عمره الزمني ومع المتطلبات الاجتماعية منه في هذا العمر ،وتصويب اخطائه بروح من الفهم والموضوعية .
ز-مساعدته على تكوين اتجاهات سليمة نحو الوالدين والاخوة والاعضاء الاخرين .
ح-اتاحة الفرص المناسبة للطفل لزيادة خبرته الاجتماعية وتفاعله الاجتماعي من خلال اشراكه في لعب ونشاطات مع الاخرين .
ط- تدريبه على العادات السليمة في النوم والتنظيف واخذ الدور في الكلام .
ي- الابتعاد عن الاساليب الخاطئة في التعامل مثل الدلال والتسامح الزائد عن الاخطاء والرعاية الزائدة حيث تؤدي هذه الاساليب الى الاضطرابات الشخية وتفككها ويصبح عرضة الى عدم التوافق النفسي والاجتماعي .
ك- عدم اللجوء الى الرعاية الاحادية اذ ان الام والاب عنصران متكاملان في توفير الجو السليم للتنشئة الاجتماعية .