الارشاد الجشطلتي
نظرية الإرشاد والعلاج
النفسي الجشطلتي
فردريك سالمون بيرلز
اعداد
دبلوم التوجيه والارشاد 33/34هـ.
اشراف
د. منى توكل
توصل بيرلز للعديد من المبادئ النظرية التي تحكم الطريقة التي
يتناول بها الجشطلتيون في العلاج النفسي والتي استمدها بيرلز من جوانب مختلفة وأهم
هذه المبادئ النظرية: مهمة
-1 مبدأ
الإغلاق Closure القائل أن الجشطلت غير مكتمل يسعى إلى الاكتمال.
2 - مبدأ السلوك الكلي Holism والذي يعتبر الكل أكبر
من مجموع أجزائه.
-3 مبدأ
السياق البيئي للشخص Context والذي يؤكد أن السلوك
الإنساني لا يفهم من خلال المبادئ النظرية للنظرية الجشطالتية.
4 - مبدأ الشكل والأرضية Flgure and browd والذي يرى بأن الشكل
هو العنصر الذي يكون محط الانتباه في الإدارك الشخصي، أما الأرضية فهي ما يأتي خلف
الشكل فالإنسان يختبر العالم حسب هذا المبدأ.
مفاهيم النظرية الرئيسية Major. Concepts :
-1 التنظيم الإدراكي Perceptual
Organization: يميل الفرد لإدراك الأشياء والمواقف ككليات، وبما أن الكل هو الذي
يحدد الجزء وليس العكس، فإن العضوية تميل إلى تنظيم مدركاتها وإتمام ما ينقصها من
أجل التقليل من التوتر الذي يسببه عدم التنظيم،
2 - الاستبصار Lnsight Learning أو التعلم بالاستبصار:
ويعني إعادة تنظيم خبرات الفرد السابقة لتأخذ معنى جديدا.
3- التأكيد على هنا والآن Here and Nowemphais: يركز هذا المفهوم على
الموقف الحاضر ولم يأخذ بعين الاعتبار الماضي لأنه حدث، كما لم يهتم بالمستقبل
لأنه لم يحدث.
4 - الكلية Holism Concept: يعتبر هذا المفهوم
أساس النظرية، ويعني أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، ولذا كانت النظرة الكلية هي
سلوك الكائن ككل وليس كأجزاء، وأن العقل والجسم ليسا كيانين، وإنما كيان واحد وأنه
لا يمكن الفصل بين الجوانب الجسمية والانفعالية للإنسان.
5 - الوعي والمسؤولية : أكد بيرلز على أهمية نمو الفرد لتتوسع مجالات الوعي عن ذاته، فالوعي هو العملية التي نتمكن فيها من التعرف على ما نفكر به وما نشعر فيه وما نفعله، وبالوعي نستطيع أن تحدد ما نفكر ونشعر .. إلخ.
6 - الأعمال غير المنتهية : وهي غير مشبعة وتبقى ناقصة تهدد سلوك الفرد وتجعله محبط ..
نظرة بيرلز للطبيعة الإنسانية:
1 - الإنسان حر ويستطيع التخلص من الماضي وأن
يعيش الحاضر.
2 - الفرد قادر على اتخاذ قرارات مسئولة في
سلوكياته.
3 - ويرى بيرلز بأن الإنسان مفطور على تحقيق
ذاته.
4 - يفترض الجشطلت أن الإنسان يتصف بالصفات
التالية:
أ- الإنسان (كل): له جسم وعاطفة وعقل وأفكار
وأحاسيس تعمل بشكل متشابك، كما أنه جزء من البيئة لا ينفصل عنها.
ب- الإنسان (فاعل): للإنسان دور فاعل وليس له
دور الفرد المستجيب فقط، كما تراه السلوكية، فهو يقرر مسؤولياته تجاه المثيرات،
وإن الاستجابات ليست الموجه له.
ج- الإنسان (واع): فهو قادر على وعي أحاسيسه
وعواطفه ومدركاته.
د- الإنسان (قادر على الاختيار): وتكون قدرته
على الاختيار من خلال وعيه لذاته وهو مسئول عن سلوكه الخفي والظاهر.
ه- الإنسان (مالك الإمكانيات): فهو يمتلك
الإمكانيات ومصادر القوة على العيش بفاعلية ويمكن أن يستعيد ذاته من خلال خبرته
وأفكاره.
و- الإنسان (ابن لحظته): يعيش الإنسان لحظته
الحالية (هنا والآن) وهو يخبر نفسه في الوقت الحاضر، ويستطيع أن يخبر الماضي
والمستقبل الآن كتذكر للماضي وكتوقع للمستقبل.
ز- الإنسان (حيادي): فهو لا سيئ ولا شرير.
وتنظر المدرسة الجشطلتية إلى الإنسان باعتباره جهاز متكامل ومتزن،
ويعمل بطبيعته بشكل جيد ولكنه لا يستخدم كل طاقاته المتاحة عادة، والإنسان يتأثر
بجانبين يؤثران عليه الجانب الأول هو الصغير (Upper dog) والجانب الآخر هو
الجانب الأسفل (Under dog).
أسباب الاضطراب:-
استمرار عدم توازن الكائن الحي بسبب الإحجام عن أشياء كثيرة ومن
بينها الاحجام عن الانفعالات والإثارة تحت تأثير الخوف من العار أو الخزي الكافي.
طبيعة العلاقة بين المعالج والعميل في المدرسة الجشطلتية:-
تهدف العلاقة بين المعالج والعميل وفقاً لهذه المدرسة إلى مساعدة
العميل للتعبير عن مشاعره الحاضرة لشخصي آخر (المرشد/ المعالج) أو مساعدة العميل
لاكتشاف الخبرات التي لم يستطيع اكتشافها أو التعبير عنها من قبل.
ويركز العلاج الجشطلتي علي عملية الاتصال الإنساني ووعي الفرد، حيث يؤكد بيرلز أن أهم فنية تستخدم في العلاج الجشطلتي هي إقامة متصل وعي بحيث يكون الشخص المضطرب مدركا لكل ما يدور حوله حتى يستطيع أن يعدل من سلوكياته المضطربة من خلال مساعدة الشخص المعالج، ومن خلال المساندة الذاتية والبيئية للشخص المضطرب.
أسباب المشاكل :
يرى أصحاب نظرية أصحاب نظرية الجشطلت بأن أسباب المشاكل تأخذ ستة
أشكال وهي ، كما يلي :
1ـ نقص الوعي : ويظهر ذلك في الأفراد الجامدين الذين يلبون مطالب
صورة الذات التي تعيق النمو ، وأنهم يفقدون القوة الخلاّقة في التعامل مع البيئة .
2ـ نقص في تحمل المسؤولية : ويظهر ذلك عند الأفراد الذين لا يقدرون
على السيطرة على البيئة ولا يقدرون على السيطرة على أنفسهم 0 ويرى الجشطلت بأن
المسؤولية هي قدرة الفرد على الاستجابة بإبداعية نحو البيئة ، وأن الفرد الذي لا
يريد تحمل المسؤولية ، لا يريد أن يتخذ قرارا 0 وموقفه دائما موقف الشخص اللائم
لغيره 0
3ـ فقدان الاتصال مع البيئة : ويكون ذلك عن طريق أن يرسم الفرد
حدودا جامدة لا تسمح بقبول أية مدخلات من البيئة إلى هذه الحدود ، والأفراد الذين
لديهم أعراض التوحد ، والمتخشبين هم أمثلة متطرفة على ذلك 0
4ـ الأعمال غير المنتهية : إن الأعمال غير المنتهية تقود إلى سلوك
قهري عند الفرد ، أو إلى إنهائه بنفسه وإلى الشعور بالقلق وانهزام الذات 0
أساليب الارشاد الجشطلتي :
مهمة
توجد مجموعه من الأساليب الارشاديه التى يشتمل عليها العلاج الجشطلتي و التي يمكن استخدام بعضها في العمليه الارشاديه
-
الوعي بـ ((هنا – والآن ))
ان الشعار الأساسي في العلاج الجشطلتي هو ((انا – أنت )),
(( هنا – الان ))ويعتبر الان هو نقطة الصفر بين الماضي والمستقبل حيث لا يوجد أي منهما و انما الموجود فقط هو الان والشخص العصابي ليس شخص لديه مشكله في الماضي و انما هو لديه مشكله الان والتي قد تكون أيضا مشكله من الماضي والماضي يؤثر في السلوك فقط على نحو الذي نراه في الحاضر
والحاضر في هنا و الان هو موقف العلاج النفسي ويعيش المسترشد مشكلة في المقابله الارشاديه ليس من الضروري ان يسبر المرشد غور الماضي ا وان يحصل على تاريخ الشخصي للمسترشد كذلك ليس من الضروري ان يشرح المسترشد المشكلة لأنها سوف تعبر عن نفسها في شكل سلوكيات غير لفظيه ولا يسمح للمسترشد ان يتحدث عن المشكلة في صيغة الزمن الماضي او في صورة ذكريات و انما يطلب منه ان يعايش مشكلاته الان فيطلب مثلا ان يلامس خبراته الشخصية على قدر الإمكان مثل التنفس و الاشارات والمشاعر والانفعالات ونبرات الصوت والذي يهمنا هو طريقة التعبير وليس المحتوى او الكلمات
ومهمة المرشد هي جذب انتباه المسترشد إلى سلوكياته ومشاعره وخبرته وليس تفسير هذه الجوانب – انها عملية استحضار ,وليس الغرض استكشاف ((لماذا))و انما معرفة كيف ))يمنع المسترشد الواعي بالأعمال ( الجشطالتات )غير المنتهي هاو غير كامله وكذالك الكشف عن الثقوب او الاجزاء المفقودة في شخصيته او الأجزاء المرفوضة ولا يمكن ان يكون الوعي بالإجبار ذلك تكوين الجشطالتات وهو عمليه ذات توجيه ذاتي وبذالك فانه اذا قاوم المسترشد التعامل مع الماده التى جذب المعالج انتباهه إليها فان المعالج لا يدفعها فسوف يأتي الوقت الذي يكون فيه المسترشد مستعدا للتعامل معها
-
تكوين المئسوليه في المسترشد
ان استجابات المسترشد للاسئله الخاصه باالوعي سواء لفظيا او في صورة غير لفظيه يقدم مؤشرات عن الشخصيه الكليه لانها تعتبر تعبيرات عن الذات ويلاحظ المعالج هذه الاستجابات كما يوجه المزيد من الاسئله للمسترشد وعاده فان استجابات المسترشد تكون استجابات تجنب او تساؤلات يوجهها للمعالج او قد تشتمل على مؤشرات اخرى في محاولة الاستبعاد المسئوليه الشخصيه عن السلوك ((ان المسئوليه بالنسبة للمسترشد تعني اللوم وهو يخاف ان يوجه اليه اللوم ولذالك فهو مستعد الالقاء هذا اللوم على الأشياء اخرى ويبدو كما لو كان يقول انا لست مسئولا عن اتجاهاتي انه المرض الذي عندي (العصابي )هو المسئول وقد يقوم المسترشد
بإسقاط المسئوليه على أناس آخرين مثل الوالدين على خبراته المبكرة او ربما يشير الى بعض أجزاء جسمه على انها هي المسئوله
وعاده فان المعالج يطلب من المسترشد ان يعيد صيغة الاسئله في شكل عبارات تقريره وبالتالي يجعل المسترشد مسئول عن هذه العبارات ويطلب منه أن يستخدم الضمير (أنا) بدلا من هو عندما يشير الى أجزاء جسمه ا والى الانشطه 00وينبغي على المعالج الا يدع أي عبارة او سلوك لا يمثل الذات ويعبر عن نقص المسئوليه الذاتية لدى المريض بغير مناقشه ومن ثم فان المسترشد يتعلم ان يتحمل المسئوليه عن نفسه وعن سلوكه في هنا والان ويصبح أكثر وعيا عما يكون ومن يكون ومن العبارات التي يشيع استخدامها في هذا الصدد ويشجع المسترشد على البدء بها ((انا مسئول عن000))
3-استخدام الدراما والتخيل
على رغم من ان أسلوب الوعي قد يكون شافيا في حد ذاته غير انه في الواقع يتسم بشي من البطء ويمكن المعالج ان يزيد من سرعة عملية الارشاد البدء في عدد من الاساليب الأخرى التي تشتمل على درامي ((القيام بأدوار ))وعلى التخيل من جانب المسترشد
-
العمل مع الاحلام
لقد أشار فرويد الى الاحلام على انها الطريق الوارد الى اللاشعور اما بيرلز فيرى انها طريق التكامل والاندماج الشخصي وعلى حين يعمل المحلل النفسي مع المتدعيات والعناصر الفردية في الحلم ويفسرها فان المعالج الجشطالتي يحاول ان يجعل المريض يعيش الحلم من جديد في الحاضر
-
الواجبات المنزلية
يطلب المعالج الجشطلتي من المسترشدين ان يحاولوا عمل بعض الواجبات المنزلية التى تشتمل على قيامهم بمراجعة الجلسات الإرشادية وتخيل انفسهم في داخلها مره اخرى واذا وجد المريض حاجز في طريق اعادة معايشة هذه الخبرة فان عليه ان يحاول ان يعرف ما الذي اوجد الاضطراب مثلا شي لم يستطع ذكره في العلاج وهو الان يستطيع ان يقوله لنفسه
6 العلاقة بين المعالج والعميل :
يعتبر الجشطالت جزء من العلاج الوجودي ، ففعالية العلاقة بين
المعالج والعميل ، يجب أن تكون شخصية 0 حيث أن خبرات المعالج أو إدراكه ، أو
ملاحظاته تكون بمثابة الخلفية في العلاج 0 بينما وعي العميل ، أو استجابته تركب
البداية للعملية العلاجية 0
دور المعالج الجشطلتي
-1 يجب
أن يكون المعالج متمرساً مدركاً لطرق العلاج المختلفة محيطاً بقواعد ومفاهيم
النظرية.
2 - على المرشد الجشطلتي مشاركة المسترشد
وأعضاء المجموعة في المشاعر والعواطف.
3 - أن يكون المرشد واعياً للغة الجسم والاتصال
الغير لفظي.
-4 أن يحدد المرشد الطرق المستخدمة في الجلسة
العلاجية.
-5 توزيع الأدوار وتصميم الألعاب والتمارين التي
تساعد الفرد في الاستمرار في المشاركة.
6 - المعالج يكون نموذج للجماعة في وضوحه
وصراحته وقدرته على طرح الأسئلة لإبقاء العميل بالحاضر (هنا والآن).
-7 أن
يكون مبدعاً وخلاقاً في استخدامه الطرق العلاجية وبتنوعها وعدم استخدام طريقة
واحدة في العلاج. فالمعالج الناجح هو الذي يدفع المسترشدين لإنهاء الأعمال الغير
منتهية بدون ضغطاً عليهم.