طرق قياس السمع
طرق قياس السمع
الطرق التقليدية:
تتعدد الطرق التقليدية التي يمكن بواسطتها قياس القدرة السمعية ، فهناك أنواعاً كثيرة من الوسائل والأدوات التي
تصدر أصواتاً وضوضاء شاع استخدامها قديماً في اختبار السمع، لكنها ما زالت تستخدم حتى اليوم ، فبالنسبة
للأطفال الصغار جداً استخدمت وسائل تقليدية مثل جرس البقرة الذي يعلق في رقبتها للاستدلال على مكانها،
وكذلك بعض القطع المعدنية التي تحدث قرقعة عالية. ويتعين عند استخدام هذه الوسائل أو ما شابهها أن تكون
كثافة الصوت وارتفاعه على مستوي عال إلي حد كاف ، ويتوقع من الطفل عند سماع الأصوات الصادرة
عنها أن يستجيب لها إما بالتوقف عن حركته العضوية لحظة بعد أخرى، أو بإغماض عينيه، وفتحها علي نحو
لاإرادي، أو بانفراج أصابع يده أو قدمه، أو بإطباق أسنانه، أو بإدارة الرأس أو العينين في اتجاه مصدر الصوت
( ماجدة عبيد، 2000؛ عصام الصفدي: 2002).
ومن الطرق التقليدية في قياس
السمع ، مناداة الطفل، فإذا استجاب الطفل لذلك فهو طبيعي في القدرة السمعية، وأما
إذا لم يستجب فهو غير طبيعي. فإذا التفت أو أجاب يكون سمعه جيداً ، وإلا كان لديه
إعاقة سمعية. وهذه الطريقة لقياس وتشخيص القدرة السمعية غير دقيقة، فإذا تمت
المناداة علي الطفل وهو يسمع ولكنه لا يريد الاستجابة فقد نحكم عليه أنه معوق
سمعياً -وهو غير ذلك - وقد نحدث صوتاً خلف الطفل ولكنه لا يريد أن يستجيب فنحكم
عليه أنه معوق سمعياً.
فنيات اختبار السمع لأطفال ما قبل المدرسة
(1)
طريقة منعكس الرمش: The blink
reflex Methood
منعكس الرمش عبارة عن استجابة للقلق المفاجئ لجفن
العينين نتيجة الاستجابة لضوء ساطع أو صوت مفاجئ لتحويل الانتباه. كما يعرف منعكس
الرمش باسم آخر هو " المنعكس الجفني
السمعي The acoustico- palpebral reflex. ويحدث فعل الرمش كنتيجة لضوضاء عالية
مفاجئة. وتكون الاستجابة الايجابية لضوضاء درجتها تتراوح بين 80- 90 ديسيبل دليلاً
جيداً على أن الطفل يتمتع بقوة سمع عادية. ولكن منعكس الرمش قد يتأثر بشكل واضح
بكثير من المتغيرات التي تجعله غير مفيد في تحديد مستوى السمع.
(2)
طريقة الملاحظة Observation
Method :
الملاحظة هي احدي طرق البحث
العلمي وجمع البيانات ، وبصرف النظر عن أنها قد لا تؤدي بالضرورة أو في جميع
الأحوال إلي بيانات كمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها بشكل نهائي في تحديد نوعية
الإعاقة السمعية ودرجتها، إلا أن الملاحظة المنظمة لها قيمتها المؤكدة في مساعدة
الآباء و الأمهات في الوقوف علي بعض الأعراض والمؤشرات التي يحتمل معها، وبشكل
مبدئي- وجود مشكلة سمعية يعانيها الطفل، وتستدعي إحالته إلي متخصص في قياس السمع
لتقييمها وتشخيصها بدقة أكبر؛ ليقرر بجلاء ما إذا كانت هناك إعاقة سمعية أم لا ،
توطئة لتقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب (عبد المطلب القريطي ، 2005).
(3)
اختبارات التشتت: Distraction tests
تعتمد اختبارات التشتت على التغيرات الحادثة في
السلوك والنشاط عند الاستجابة لصوت ما حين يكون مصدر الصوت خارج المجال البصري
للطفل. ومنذ لحظة الميلاد يكون بمقدور الوليد أن يسمع، ويكون بمقدور الصوت أن يحدث
تغييرات في سلوك الوليد . وفي الشهور الأولى من حياة الوليد تكون استجاباته - في
أغلب الأحيان- عابرة وتجزيئية ( أجزاء متناثرة) 0 وهناك خمسة عوامل تؤثر في
استجابة الوليد لاختبارات التشتت يمكن ذكرها علي النحو التالي:
الأول: وهو بطبيعة الحال، وجود فقدان في السمع. أو هل هناك
صعوبات تحول دون أن يسمع الطفل بشكل طبيعي أم لا ؟
الثاني: انتباه الطفل الوليد عند لحظة تطبيق الاختبار.
الثالث : نمو قدرة الطفل الوليد على التمركز Localism حول مصدر الصوت.
الرابع: ظهور ما يعرف بـ " بقاء الشئ" object
permanence أو دوام وجود الشئ.
الخامس: مستوى النمو
الحركي للوليد 1984) (Hall, D.& Jolly, H. ;.
وهناك صعوبة شائعة في تطبيق اختبارات التشتت، وهي
تقرير ما إذا كانت استجابات الطفل التي تتسم بالضعف تعزى إلي فقدان السمع أم يمكن
إرجاعها إلي تلك العوامل النمائية الخمسة سابقة الذكر.
ملاحظات حول تطبيق اختبار التشتت:
(1)
في الأسابيع الأولي الباكرة من الحياة، يكون
تطبيق اختبارات التشتت ممكناً فقط عندما يستطيع الرضيع الاسترخاء، ويكون في نفس
الوقت في حالة يقظة ربما تستمر لفترة وجيزة جداً . وعند بلوغ الرضيع الشهر السادس
من العمر، يميل الرضيع إلي أن يكون في حال من اليقظة و القابلية للاستجابة لفترات
زمنية أطول . بيد أن تطبيق اختبار التشتت ربما يكون مستحيلاً إذا كان الطفل
متعباً، أو جائعاً، أو ليس على ما يرام. وربما تكون الاستجابات للصوت صعبة الظهور
بوضوح فضلاً عن إثباتها لدي الطفل الرضيع الذي يكون اجتماعياً إلي أبعد حد، ويقظاً
تماماً من الناحية البصرية لكل ما يحيط به في بيئته، كما أنها تكون كذلك بالنسبة
للطفل الرضيع المتخلف عقلياً الذي لا يستطيع أن يصغي بشكل ثابت ودائم سواء بالنسبة
للمثيرات السمعية أو المثيرات البصرية.
(2)
أن قدرة الطفل على
تحديد مصدر الصوت يمكن أن تظهر بوضوح -في بعض الأحيان -حتى في الأسابيع القليلة
الأولى من حياة الطفل، وذلك عن طريق تحول الرأس تدريجياً في اتجاه صوت إنسان ما.
ويصبح تحديد مصدر الصوت متزايد الحدوث ومتنامياً في أثناء السنة الأولى من عمر
الطفل. ومع بلوغ الطفل الشهر الثامن من العمر، يكون بمقدور الرضيع أن يتجه بنظرته
المحدقة علي نحو مباشر ودقيق إلي مصدر الصوت في أي وضع، ويستثني من هذا تلك
الأصوات المفاجئة والمباشرة من أعلي رأسه أو من خلف رأسه. ولا يلاحظ هذا السلوك
لدى الأطفال المعوقين بصرياً. ذلك إن الطفل الرضيع الذي يستطيع أن يسمع الصوت، بيد
أنه لا يستطيع أن يتجه إلي حيث مصدره أو لا يكون بمقدوره التحول إليه، يكون ذلك
بسبب إعاقته البصرية أو إعاقته الحركية ، أو عدم نضجه النمائي، أو بسبب صعوبة
السمع اللامتماثل، ومع هذا فربما يكون بمقدوره الاستجابة بأية وسيلة أخرى، علي
سبيل المثال ، عن طريق توقفه عن النشاط الحركي، أو توقفه عن النشاط اللفظي، أو عن
طريق توسيع أو اتساع حركة فتح وغلق الجفنين. وهذه الاستجابات ما هي إلا مؤشرات
حقيقية وصادقة علي أن الطفل يسمع وأنه يتمتع بسمع عادي، غير أنها تكون عرضة لسوء
التفسير ومن السهل الانخداع بها في حال مقارنتها بتحول الرأس في اتجاه مصدر الصوت.