ظاهرة العنف المدرسي في بيئات عربية
ظاهرة العنف المدرسي في بيئات عربية
فى دراسة السيد كامل الشربينى (1991) والتي هدفت إلي الكشف عن ما إذا كان هناك فروق في الاتجاه
نحو العنف لدى طلاب الريف بالمدارس الثانوية. وشملت العينة (308) طالب وطالبة من
الريف والحضر المصرى. وتوصلت الدراسة إلي أن الذكور والإناث في الحضر هم أعلى من
مثيلهم في الريف في درجة العنف. وهذا يؤكد دور التحضر وأثره في الاتجاه نحو العنف.
هناك العديد من العوامل النفسية التي لها علاقة بالعنف لدى الأفراد تناولتها مجموعة من
الدراسات. فقد أجرى أحمد فهمي (1998) دراسته التي هدفت إلي معرفة المتغيرات
النفسية والاجتماعية لسلوك العنف. وطبقت الدراسة على عينة من (1224) طالب وطالبة
من مدارس التعليم الإعدادي والثانوي وآبائهم وأمهاتهم بالقاهرة. واستخدمت الدراسة
مقياس العنف (صورة الأبناء وصورة الآباء) بالإضافة إلي استبيان المتغيرات النفسية
والاجتماعية. وتوصلت الدراسة إلي أن الضغوط والصراع بين الأبناء والآباء،
والمعاملة السيئة للأبناء تسهم في زيادة العنف لدى الأبناء.
وفى دراسة محمد خضر عبد المختار (1999) والتي هدفت إلي معرفة العلاقة بين الاغتراب والعنف. والتي
طبقت على عينة من (337) فرداً من الوجه القبلي والوجه البحري بمصر. واستخدمت مقياس
العنف ومقياس آخر للاغتراب. وتوصلت الدراسة إلي أن هناك علاقة دينامية بين
الاغتراب والعنف وهي سالبة ودالة في جوهرها على أن العنف محاولة للتغلب على
الاغتراب، والعلاقة السالبة تدل على أن أفراد العينة يعانون الرضوخ والاستسلام
والتقوقع والانسحابية ويحاولون قهر هذه المشاعر عن طريق العنف والتدمير.
وأجرت (منال عاشور، 1993) دراسة للتوصل إلي العلاقة بين العنف والميل إلي التحرر لدى
المراهقات. وضمت العينة (500) طالبة بالمدارس الحكومية والخاصة. واستخدمت الدراسة
مقياساً للعنف ومقياس التحرر المحافظة. وتوصلت إلي أن هناك ارتباطاً موجب ودالاً
بين التحرر / المحافظة وبين العنف. كما أكدت على أن المراهقات الأكثر تحرراً أكثر
عنفاً من المراهقات الأقل تحرراً.
وفى دراسة قام بها محفوظ عبد الستار (2002) بعنوان العنف المدرسي لدى طلاب المرحلة الثانوية
في ضوء بعض سمات الشخصية "دراسة كلينيكية" أجريت الدراسة على عينة
قوامها (710) طالب (370 طالب ، 340 طالبة) ومن نتائج الدراسة أن نسبة الذكور مرتفعي
العنف المدرسي 10.54% مقابل 4.71% لعينة الإناث. ونلاحظ أن نسبة شيوع العنف بين
الطلاب بالمرحلة الثانوية والتي توصلت إليها الدراسة ، تقل عن المعدلات العالمية والتي
توصلت إليها مجموعة من الدراسات، إلا أن هذه النسبة تعتبر ناقوساً يدق بالخطر
ويهدد العملية التعلمية في مصر. ومن النتائج أيضاً وجود علاقة ارتباطية موجبة بين
العنف وكلٍَ من سمات الارتياب والشك والتوتر ، وعدم الشعور بالأمن، وتوهم المرض،
الاكتئاب … إلخ.
وعلاقة ارتباطية سالبة بكل من الذكاء وضبط النفس.
كما ظهر من خلال الحالات المدروسة كلينيكياً المعاناة من بعض الضغوط والقلق متعدد المصادر مثل
القلق من المشكلات الشخصية والأسرية والمدرسية والعلاقات بالجنس الآخر، الخوف من
الأذى الجسدي والعقاب وتتعامل هذه الحالات مع هذه المشكلات والضغوط بأساليب
انسحابية وإحجامية مثل البكار والهروب والتقبل والاستسلام وعدم القدرة على المواجهة،
كما يتم اللجوء إلي ميكانيزمات دفاعية مثل الإنكار التبرير والقلب والنكوص والكبت،
وهذه الحالات تعاني من الحرمان المادي والعاطفي ولديها الحاجة الملحة للتقبل والحب
والإشباع العاطفي، ولديهم أنا ضعيفة متخاذلة نتيجة وجود كف في بعض وظائفها بدرجة
كبيرة كوظائف الدفاع والوظائف المعرفية، بالإضافة إلي وجود (أنا) عليا قاسية
وعنيفة تسرف في العقاب. مما يجعل هذه الحالات أكثر تورطاً في العنف والعدوان عن
غيرها كنتيجة مباشرة للخلل في البناء النفسي لهذه الحالات والذي ظهر من خلال نتائج
الدراسة بشقيها السيكومتري والكلنيكي.