عقاب الأطفال
عقاب الأطفال
- عن عقاب الطفل فى المراحل الدراسية الأولى، ومدى تأثيره على نفسيته فى الطفولة، وفى المراحل التالية من العمر أظن أن فلسفة العقاب بصفة عامة ينبغى أن تكون نصب أعين المربين جميعا، سواء كان المربى هو مدرس فصل، أم والد، أم والدة، أم مربية، أم غير ذلك فمن حيث المبدأ لا بد من عقاب وثواب، عقاب على الخطأ، وثواب على الإنجاز لكن ثمة شروطا ينبغى توافرها.
فمن الذى يعاقب؟ ومتى يعاقب؟ وما هى أنواع العقاب؟ وهل كل عقاب يصلح لكل سن؟ وما معنى العقاب..؟
إلى آخر هذه التساؤلات الخطيرة التى لا يلتفت إليها أحد.
ذلك أن الناس تختلف فى هذه المسألة ما بين موقف متساهل تماما يمنع العقاب (البدنى) خاصة منعا باتا وبين موقف متشدد يتصور أن الإيلام، والجرح، هو كاف لتعديل السلوك، وأحسب أن كلا الموقفين خاطئ وأضع تصورى العام فى هذا الأمر، دون الدخول فى التفاصيل على الوجه التالى:
فلابد من الاعتراف بأن الطفل لابد أن يــعاقب والطفل الحديث الولادة، قبل أن تكون لديه ذاكرة تستوعب، أو قدرة ربط بين الأمور، أو قدرة استيعاب الخبرات، إذا ما عوقب (وبعض الأهل يفعلونها فى هذه السن المبكرة) فهذه جريمة لا أكثر ولا أقل ثم تبدأ جدوى العقاب مع التدرج فى السن وفى سن المدرسة الابتدائية، وقبل ذلك فى الحضانة المتأخرة يصبح العقاب ذا فائدة وجدوى شريطة أن يكون مناسبا.
ولكى يكون مناسبا لابد من توافر الشروط التالية:
1- أن تكون هناك علاقة وثيقة بين الشخص الذى يعاقب وبين الطفل، ومعنى كلمة علاقة معنى خطير وعميق، إذ لا يكفى أن يكون الوالد موجودا بالمنزل لنزعم أن ثمة علاقة، فكثيرمن الآباء يتواجدون جسديا ولا يتواجدون عاطفيا، أو تربويا ولكن المقصود بالعلاقة، هو مثول الآخر فى الوعى، أى يكون الآخر، وخاصة طفلى هو جزء من وجودى حقيقة وفعلا، وهذا هو السبيل الوحيد، وخاصة فى السن الأصغر لأوصل رسالة ذات مغزى لطفلى، والعقاب فى عمقه ليس إلا رسالة تصل للطفل لتعديل سلوكه.
2- أن يكون العقاب متدرجا، فيبدأ بالنهر اللفظى وقد يتدرج حتى الكف البدنى.
3- أن يكون مناسبا لحجم الخطأ.
4- أن يكون الخطأ معروفا مسبقا أنه خطأ، فكثير من الأطفال يرتكبون أشياء لا يعلمون أنها خطأ أصلا، وفجأة يلقون عقابا شديدا على إتيانها، فالطفل الذى يقف فجأة فى الفصل دون إذن فى أول حصة يحضرها فى الابتدائى مثلا، لم يكن يعرف أن هذا ممنوع أصلا، وفجأة يجد العقاب قد دهمه دون سابق إنذار، هذا خطر وممنوع تماما.
5- أن نتجنب العقاب بالحرمان، فالحرمان أقسى من المواجهة، وإن كان يبدو أرق وأخفي، ثم إن الحرمان موقف سلبى، فى حين أن بعض العقاب الجيد هو الذى فيه علاقة، وحوار، ومواجهة.
6- ثم لا بد أن يأتى العقاب عقب الخطأ مباشرة، فتأجيل العقاب قد يجعله يأتى فى الوقت الذى يكون الطفل فيه قد أتى عملا حسنا، ونسى ما اقترف من خطأ، وفى هذه الحالة فإنه يحدث ربط خاطئ وبلبلة.
7- أن يكون العقاب متسقا: فلا أعاقب اليوم على شيء ثم، فى اليوم التالى أنسى وأكافئ على نفس الشئ
8- أن يكون الذى ينزل العقاب أشد تألما من الطفل حقيقة وفعلا.
9- ألايستعمل العقاب تنفيسا عن المعاقب لمجرد أن أموره الخاصة- وليس ما فعله الطفل- لم يعد يطيقها. http://www.rakhawy.org/a_site/