أسباب التهتهة -3
أما عن الأسباب الوراثية للتهتهة فقد وجدت بعض الدراسات أن الاضطراب ينتشر بين أفراد آخرين داخل أسرة المريض ولعدة أجيال ، ووجد أن نسبة تقدر بحوالي 25 % من الذين لديهم تهتهة يرجع الاضطراب لديهم إلى عوامل وراثية قبل أو بعد ولادية على شكل استعدادات للإصابة ، وعلى الرغم من أن الوراثة لا تتضح في التهتهة نموذجًا واحدًا ؛ فقد أشار بعض الباحثين إلى أن العوامل الوراثية في مجال اضطرابات الكلام يمكن أن ترتبط بعامل الاستعداد الطبيعي الذي يرجع إلى ضعف في البنية الجسمية مكتسبًا أو ولادياً ، وضعف وراثي في جهاز التنفس والكلام ، والجهاز العصبي مما يجعل الفرد تربة خصبة لاضطراب الكلام والتهتهة (فيصل الزراد : 1990) .
ب- النظريات النيورفسيولوجية :
والتهتهة وفق هذه النظرية تنشأ نتيجة مرض عصبي عضلي ؛ حيث لوحظ أن المتهتهين يكون لديهم التوصيل العصبي في أحد جانبي المخ أبطأ من التوصيل في الجانب الآخر ، وبذلك لا تستخدم عضلات النطق كلها بكفاءة (Sandak & Fiez, 2000) .
وفضلاً على ذلك هناك وجهة نظر أخرى ترى أن محور التهتهة يكمن في خلل يصيب الأداء الوظيفي للحنجرة في المواقف التي تسبب التوتر وتقرر هذه النظرية أن الثنايا الصوتية تظل مفتوحة ومن ثم تعوق إصدار الأصوات اللازمة للكلام ، ولكي يتغلب الفرد على الثنايا الصوتيــة المفتوحة فإنه يقوم بالضغط على هذه الثنايا بواسطة الشفتين واللسان والفك وأجـزاء أخــرى من الجسم ثم تصبح هذه الاستجابات جزءاً من السلوك الذي يطلق عليه التهتهة في الكلام (Ciabarra, et al., 2000) .