النظريات المفسرة للتهتهة -1
خامسًا : النظريات المفسرة للتهتهة :
ويمكن تناول تلك النظريات في ضوء التقسيم التالي :
- النظرية التشخيصية .
- نظرية الفشل التخاطبي والجهد المتوقع .
- نظرية القدرات والمتطلبات .
1- النظرية التشخيصية: Diagnostic Theory
يرى أصحاب هذه النظرية أن عناصر البيئة هي الشرارة الأولى في إيجاد هذا الاضطراب ؛ حيث أن التهتهة الطبيعية التي تتخلل تطور لغة الطفل تمثل نقطة البدء بالإصابة بهذا الاضطراب خاصة عند الأطفال الذين لديهم استعداد للتهتهة وذلك نتيجة للضغوط التي تمارس عليهم من قبل البيئة المحيطة ، وتنص النظرية على أن "حديث المصابين بالتهتهة وغير المصابين بها يتميز بالتكرارات فإذا مرت هذه المرحلة بسلام فقد ينجو الطفل من هذا الاضطراب ، وأما ما يحدث مع المتهتهين فإن تفسير الوالدين أو المستمعين الخاطئ ، على أنها تهتهة يشعر الطفل بوجود مشكلة مما يؤدي إلى محاولته بذل قصارى جهده بأن يتحدث دون تهتهة ، وبالتالي فان الكلام لديه يحتاج إلى مزيد من الجهد والاستعداد وهذا ينافي الطلاقة الطبيعية وبالتالي إصابته بالاضطراب" ، ونخرج من هذه النظرية بأن التهتهة هي نتيجة تفاعل بين عناصر ثلاثة وهي:
أ- درجة التهتهة لدى الطفل .
ب- حساسية المستمعين لتهتهة الطفل .
ج- حساسية الطفل تجاه كلامه ولرد فعل المستمعين له .
(Johnson, 1961 ; Howell & Au-Yeung, 2002)
2- نظرية الفشل التخاطبي والجهد المتوقع
(Communicative Failure and Anticipatory Struggle)
تعتبر هذه النظرية أن الفشل في التخاطب أو التواصل الراجع لأسباب بيئية يسرع في نشوء وتطور التهتهة ؛ حيث ترى أن التهتهة تنتج عندما يشعر الطفل بالفشل والإحباط عند محاولته الحديث ، ومن الخبرات التي تعمق الاعتقاد لدى الطفل بأن الكلام مهمة صعبة وخبرة غير محببة العناصر التالية :
1- مواجهة التهتهة الطبيعية لدى الطفل بانتقاد شديد وخاصة من الأشخاص الذين يعتبرهم الطفل مهمين بالنسبة له .
2- التأخر في نمو لغة الطفل ونطقه .
3- معاناة الطفل من بعض اضطرابات النطق أو اللغة .
4- مواجهة الطفل لخبرة كلامية صعبة مثل القراءة الجهورية بصوت مرتفع في المدرسة .
5- يضاف إلى ذلك بعض الظروف الداخلية التي قد تلعب دورا في إيجاد التهتهة مثل ، محاولة الطفل الدائمة للوصول إلى توقعات الوالدين ، عدم احتمال الأسرة لأي اضطراب كلامي مما يخلق شعوراً بالخوف والإحباط لدى الطفل تجاه الكلام (Bloodstein, 1993 ; Howell, 2004 )