تشخيص التهتهة وعلاجها-1
الفصل الثاني
تشخيص التهتهة وأساليب علاجها
قد يعانى أي إنسان في
فترة ما من حياته من اضطراب في الكلام بدرجة
أو بأخرى ، الأمر
الذي يوضح أهمية توفير أساليب مناسبة لتقييم قدرته على الكلام والتواصل ، وما يعانيه
من اضطرابات ، ومن ثم إعداد البرامج
العلاجية المناسبة .
ويهدف تقييم التهتهة إلى إمداد الباحث بتصور عام عن حالة المتهته من حيث : وضعها ، وأسباب الاضطراب ، ومساعدة الباحث في وضع الخطة العلاجية المناسبة ، ويتم التقييم من خلال المقابلة الشخصية مع الطفل والوالدين ، والمعلمين ، ودراسة تاريخ الحالة ، وتسجيل عينة كلامية للطفل وتحليلها لمعرفة أنماط التهتهة (أي السلوكيات التي تظهر في الكلام) ومعدل الكلام ؛ كذلك المشاعر والاعتقادات ، ووجود اضطرابات مصاحبة .
ويختلف تشخيص التهتهة تبعا لنشأتها (نفسية أم عضوية) وتبعا للمدخل الذي يحزوه الباحث في التشخيص (Conture, 1990 ; Bloodstein, 1995) ، كما أنه ليس من الصعب تشخيص التهتهة عندما تكون السمات الإكلينيكية واضحة ومنكشفة جيدًا.
وهناك اعتبارات عامة يجب مراعاتها عند التقييم وهى :
1- أن لكل حالة خصوصيتها ؛ فلا يجب على القائم بالتشخيص تعميم النتائج قياساً على حالات أخرى .
2- أن نعطي اهتمامنا للمتهته ولتهتهته على حد سواء ولا نهتم فقط بأعراض الاضطراب ، وذلك بهدف إقامة علاقة طيبة مع المريض
3- التقييم عملية مستمرة لتحسس مدى فعالية الطريقة المستخدمة في العلاج ولقياس التقدم فيه حتى يمكن التراجع عن الأسلوب الخاطئ (عبد العزيز السرطاوي ، وائل أبو جودة ، 2000) .
ويضيف فيصل الزراد (1990) أن هناك اعتبارات مهمة ينبغي مراعاتها عند تشخيص حالة التهتهة ومنها :
1- عرض الحالة على أخصائي في النطق والكلام والحنجرة لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لجهاز الكلام ، ثم إجراء الفحوص العصبية والتحاليل الدموية .
2- مشاهدة الحالة عن قرب والاستفسار من أهل المريض عن أعراض الحالة وبدايتها والإصابات أو الاضطرابات التي تعرض لها المريض
3- وحتى يتم تشخيص حالة التهتهة بشكل صحيح يميزها عن الحالات الأخرى المشابهة ، لابد من إجراء دراسة مفصلة عن تاريخ الحالة وتطورها وعلاقة المريض بأسرته ، وتصميم وسائل خاصة تعتمد على مواقف تتطلب المحادثة أو القراءة أو الكلام بالإضافة إلى إجراء الفحوص النفسية والشخصية بحيث تكون مكملة للفحوص الطبية ، وبعد جمع معلومات كافية يمكن الكشف عن السبب العضوي أو السبب النفسي وتحديد خطورة الحالة ودرجة حدتها وبناء على ذلك يمكن تحديد البرنامج العلاجي الذي يناسب الحالة .
ويؤكد عبد العزيز الشخص (1997) على أهمية ملاحظة كلام الطفل أثناء تحدثه مع الوالدين أو الأخوة ليتيح ذلك فرصة للتعرف على علاقة الطفل بالوالدين ، ونوعية اضطراب الكلام الذي يعاني منه ودرجته ودرجة التوتر والانفعالات التي يعانيها الطفل أثناء التهتهة ، كذلك من خلال الملاحظة يتم تجميع معلومات حول بعض النقاط مثل ؛ نوع التهتهة التي يمارسها الطفل هل هي (تكرار أصوات أو مقاطع صوتية) أو كلمات ، تردد في الكلام ، تكرار جمل أو تغييرها) ، وهل يعاني الطفل من التوتر والانفعال أثناء التهتهة ، وهل يبدو على الطفل أنه يعي أو يدرك تهتهته .