كتاب التهتهة لدى الأطفال-4
ولقد أشار كل من كوستا وكرول (Costa & Kroll, 2000) إلى التهتهة باعتبارها اضطراب في الطلاقة الكلامية العادية وفي توقيت الكلام ويؤثر هذا الاضطراب على حياة الطفل الدراسية وتواصله الاجتماعي .
ويعرف زكريا الشربينى (2001) التهتهة أو التأتأة أو عَيّْ اللسان بأنها ترديد أو تقطع في نطق الكلمات ، وتوقف
في اللفظ والتعبير ، والصعوبة في لفظ بدايات الكلمات أو حروفها الأولى ، وقد يحدث
انقطاع بين الكلمات فترة
قصيرة ، فتخرج الألفاظ متناثرة وربما غامضة ، وإن كان غالباً ما يصبح الكلام
المتقطع مفهوما للسامع ، بالرغم من إصابة سلاسة الكلام بانسدادات أو تكرارات لنفس
المقطع ، وذلك بسبب تشنج ذبذبات الصوت والتنفس ، وأحيانا تصاحب تلك الأعراض تشنجات
في عضلات الوجه أو الرمش بشدة في العين ، أو الغمز أو الرعشة للشفتين أو الوجه أو
هز الرأس .
والتهتهة كما يعرفها جوردون (Gordon, 2002) تشير إلى اضطراب أو صعوبة في النطق اللغوي والتي تظهر غالباً في الأطفال ما بين (3-8) سنوات وتأخذ الصعوبة شكل تكرار مقاطع الكلام بشكل لا إرادي أو التطويل (المد) في مقاطع معينة أو تقطع (وقفة صوتية) في اندفاع الكلام بشكل تلقائي .
وتتفق المؤلفة مع كمال دسوقي (1990) في أن التهتهة هي اضطراب نفسي جسمي ؛ حيث إن التهتهة غالبا ما تكون ذات منشأ نفسي أو استعداد نفسي داخلي يتفاعل مع عناصر البيئة الخارجية ليظهر في صورة أعراض جسمية تعوق المصاب بها عن التواصل الاجتماعي مع الآخرين بشكل طبيعي أو النجاح المهني ، والنجاح الدراسي .
وترى المؤلفة أن التهتهة هي إعاقة في الطلاقة الكلامية اللفظية والتعبيرية تظهر في درجات متفاوتة من الاضطرابات في إيقاع الحديث العادي ، وقد تظهر هذه الإعاقة في شكل تكرار للأصوات والمقاطع والكلمات أو حتى أجزاء من الجملة بشكل لا إرادي ، كذلك مد وتطويل للمقاطع الصوتية أو الكلمات وقد تأخذ أيضًا شكل وقفات أو كتمات صوتية (صمت) ، وعادة ما تكون مصحوبة بحالة من المعاناة والمجاهدة الشديدتين المبذولتين لإخراج الكلمات ، أو إدخال بعض المقاطع أو الكلمات أو الأصوات التي ليس لها علاقة بالنص الموجود (إقحام) ، وغالباً ما تصاحب هذه التهتهة تغيرات على وجه المتكلم (توتر في عضلات النطق) تدل على خجلة تارة أو تألمه تارة أخرى ، وقد يصحب هذا الاضطراب أيضًا ظهور أنماط تنفسية شاذة وغير منتظمة .
وفي ضوء ذلك تعرف التهتهة بأنها: (اضطراب في طلاقة الكلام يظهر في شكل توقف زائد للكلام ، مع مد وتكرار للمقاطع الكلامية تكرارا لا إراديا ويتميز الاضطراب بالتشنجات والتقلصات اللاإرادية لعضلات النطق وقد تظهر أيضاً أنماط صوتيه وتنفسيه غير منتظمة ، وينتج عن هذا الاضطراب أفكار وسلوك ومشاعر تتعارض مع التواصل الطبيعي مع الآخرين).
ثانياً : نسبة انتشار التهتهة