كتاب التهتهة لدى الأطفال-1
الفصل الأول من كتاب (التهتهة لدى الأطفال) للدكتورة منى توكل السيد إبراهيم (2008)
.الناشر :دار الجامعة الجديدة ؛ الإسكندرية ، مصر.
الفصل الأول
التهتهـــــة
مفهومها – أعراضها – أسبابها – نسبة انتشارها – تفسيرها – آثارها
أولا:ًمفهـــــــوم التهتهة
ثانياً: نسبة انتشار التهتهة
ثالثاً: أعـــــراض التهتهة
رابعــاً: أســــــباب التهتهة
خامسًا : النظريات المفسرة للتهتهة
سادسـًا :الآثار النفسية ولاجتماعية المصاحبة للتهتهة
الفصل الأول
التهتهـــــة
مفهومها – أعراضها – أسبابها – نسبة انتشارها
أولاً: مفهوم التهتهة :
عرفت التهتهة منذ العصور القديمة ، حيث وجدت مرسومة ومصورة في الكتابة الهيروغليفية للمصريين القدماء ، وتحدث عنها الطبيب المشهور أبو قراط (377 - 460 ق.م) وتم تعريفها قديماً على أنها تقطع ملاحظ في الطلاقة الكلامية العادية وفي توقيت الكلام (Wingate, 1997) .
وتعرف التهتهة في اللغة العربية (التهتهة : مصدر قولهم تُهْتِه في الشيء ـ بالبناء للمفعول : أي ردد فيه) . والتهتهة هي " التواء في اللسان مثل اللكنة " وقال ابن بري : تهته في الشيء أي ردد فيه ، وته ته هي حكاية المتهته (ابن المنظور الأفريقي ، د.ت) .
ويفصل محمد أبو بكر الرازي (2001) المعنى اللغوي للتهتهة على النحو التالي : أن رجل تأتاء على وزن فَعْلاَل وفيه تأتأة أي يتردد في التاء إذا تكلم ، والتعتعة في الكلام (أي التهتهة) تردد فيه من حَصَر وعَيّْ .
كما تعرف التهتهة في معجم العلوم السلوكية ولمان (Wolman, 1973) بأنها صعوبة في الطلاقة اللفظية تجعل الكلمات تتدفق بشكل غير منتظم ؛ حيث تتقطع الكلمات عن طريق التكرار السريع للعناصر المكونة لها ، كذلك يتقطع التنفس وتظهر تشنجات وتقلصات لا إرادية في العضلات الخاصة بالنطق (الموجودة بالرقبة والوجه) كذلك يوجد التردد .
كما يعرفها ماك ارثر (Mac Arthur, 1992) في القاموس اللغوي لجامعة اوكسفورد بأنها : صعوبة في طلاقة
اللغة ، ويحدد الأعراض الأساسية لها في : صعوبة التحكم في إيقاع وتوقيت الحديث
والفشل في التواصل بسهولة واستمرارية ، وقد يصدر الفرد أصواتاً فردية غير عادية
يتم ترديدها أو
تطويلها ، وتتراوح الأعراض من الخفيفة إلى المتوسطة إلى الحادة ، كما يرى أنه على
الرغم من أن سبب التهتهة قد يكون معروفاً إلا أن هناك العديد من العوامل الوراثية
والعضوية والنفسية "على وجه الخصوص" قد تتفاعل معا وتساعد في ظهور
التهتهة .
ويعد فان ريبر " Van Riper" أول من أشار إلى التهتهة باعتبارها (إعاقة كلامية) وحدد الخصائص المميزة لها فعرفها بأنها "سلوك يتكون من أنماط كلام مكسورة وغير عادية أو غير لائقة أثناء الحديث (Van Riper, 1972) ، ثم أعاد فان ريبر وأميريك(Van Riper & Emerick, 1990) تعريفها بأنها "نمط غير طبيعي من الكلام يشذ عن كلام الآخرين وهذا ما يتعارض مع التواصل مع الآخرين ويسبب للمتحدث والمستمع الحزن والألم".
ويعرف وليم الخولي (1976) التهتهة بأنها الرتة والاعتقال معاً ؛ ففي الرتة يظل الشخص يردد حرفا أو مقطعا ترديدا لاإراديا مع عدم القدرة على تجاوزه إلى المقطع التالي ، أما الاعتقال فهو حالة توترية يعتقل فيها لسان الشخص فيكاد يعجز عن إخراج المقطع إطلاقا ، وهو يرى أن الرتة والاعتقال يوجدان معاً في أغلب الحالات .
ويوضح عيد محمد الطيب (1982) أن التهتهة قد تكون لأمر خارج عن المتكلم راجع إلى الكلام نفسه كأن تجتمع أصوات متماثلة أو متشابهة أو متقاربة في المخارج فلا يقوى المتكلم على النطق بها .
ويتفق محمد عبد المؤمن (1986) مع فيصل محمد الزراد (1990) ، وعبد المطلب القريطي (1998) في تناولهم لمفهوم التهتهة على أنها عيب كلامي يتميز بالتوقف والمد وتكرار الكلمات والمقاطع ، ويتميز الكلام إما بتشنجات اهتزازية Clonic Spasm أي يظل الفرد يردد مقطعا معينا من الكلام ترديدا لا إراديا أو يتميز بالتشنجات التوقفية Tonic Spasm والتي يعجز فيها المريض عن التلفظ بالمقطع أو الكلمة ، ويصاحبها تقلصات في عضلات الوجه والأطراف ، بالإضافة إلى ما ذكرته ليلى كرم الدين (1989) من أن التهتهة تكرار الكلام بتردد مع تقلص عضلات الزور والحجاب الحاجز مما ينتج عنه عدم القدرة على إصدار الأصوات
الملفات المرفقة
- أسباب عزوف الطالبات عن التخصصات العلمية (ملخص بحث التخصصات العلمية.doc - 78.5 KB)