تصنيفات البحث
تصنيفات البحث التربوي
تتعدد أنماط البحث التربوي، وتتوزع إلى فئات وفق معايير معينة. إذ تتمثل في بحوث تربوية وفق الهدف، وبحوث تربوية وفق المنهج، وبحوث تربوية وفق غرض الباحث، وبحوث تربوية وفق الزمن، وبحوث تربوية وفق عدد المداخل، وبحوث تربوية وفق عدد القائمين بها. وفيما يلي عرض لأنماط البحوث التربوية تبعاً لمعاييرها.
التقسيم الأول:
يتضمن هذا التقسيم بحوثاً تربويةً وفق الهدف، وبحوثاً تربويةً وفق المنهج، وهي كما يلي: (شعراوي، يونس، 1984م)
1- بحوث تربوية وفق الهدف:
وتقوم هذه المجموعة على هدف مؤداه, وهو درجةٌ مناسبةُ النتائج للتطبيق في ميدان التربية، ودرجة إمكانية تعميمها. وتتمثل أنواع هذه المجموعة في التالي:
أ ـــ بحوث أساسية أو نظرية. والهدف منها إما لتأكيد نظريات موجودة فعلاً ، أو لوضع نظريات جديدة، وهي تسهم في نمو المعرفة العلمية بصرف النظر عن تطبيقاتها العملية.
ب ــ بحوث تطبيقية. والهدف منها تطبيق نظريات معينة، وتقويم مدى نجاحها في حل المشكلات التربوية.
2 ــ بحوث تربوية وفق المنهج:
والهدف من إجراء بحوث هذه المجموعة، هو اختلاف البحوث في منهج البحث المراد استخدامه، ومنها:
أ ـ بحوث تاريخية:
وتُجرى بهدف دراسة الأحداث الماضية؛ للوصول إلى استنتاجات تتعلق بمعرفة أسبابها وآثارها. كما تفيد البحوث التاريخية في دراسة اتجاهاتِ أحداثٍ ماضيةٍ؛ للوصول إلى شرح مناسب لأحداث حاضرة، والتنبؤ بأحداث المستقبل .
ب ـ بحوث وصفية:
وتُجرى بهدف الإجابة عن أسئلة أو اختبار فروض تتعلق بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة باستخدام أدوات، من مثل: الاستفتاءات المسحية أو المقابلات الشخصية أو الملاحظة.
جـ ـ بحوث تجريبية:
وتُجرى هذه البحوث بهدف معرفة أثر متغير مستقل واحد على الأقل على واحد أو أكثر من المتغيرات التابعة.
د ـ بحوث ارتباطية:
وتستهدف معرفة علاقة أو ارتباط بين متغيرين أو أكثر، ودرجة هذه العلاقة. ويعبر عن درجة العلاقة بين المتغيرات بمعامل الارتباط.
التقسيم الثاني:
ويتعلق هذا التقسيم بالبحوث التربوية وفق غرض الباحث ويتضمن بحوث أكاديمية، وبحوث مهنية، وهي كما يلي: (عساف، وآخرون، 2000م)
1 ــ بحوث أكاديمية:
وتُجرى من أجل نيل درجة علمية، من مثل: درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه. أو كمتطلب في أثناء مرحلة الدراسة. وتسمى هذه المجموعة بالبحوث التدريبية.
2 ــ بحوث مهنية:
ويعدها أعضاء هيئة التدريس في موضوعات مختلفة تتعلق باهتماماتهم البحثية من أجل الترقية لرتب أخرى، أو المشاركة في لقاء علمي، أو بناء على تكليف رسمي.
التقسيم الثالث:
ويتعلق بالبحوث التربوية حسب عامل الزمن، وهي: (منسي، 1999م)
1 ــ بحوث الماضي:
ومهمتها، نقد توجهات البحث للسابقين بغرض توجيه الباحثين وجهة معينة. أي إنه يتم في هذا النوع من البحوث دراسة بحوث السابقين وتحليلها. فهي تسمى البحث في البحث.
2 ـ بحوث الحاضر:
ومهمتها، دراسة الواقع التربوي بأية منهجية مناسبة، من مثل: الدراسات المسحية.
3 ـــ بحوث المستقبل :
ومهمتها، معرفة التغييرات التي يمكن أن تحدث في الواقع التربوي؛ بهدف تحسين صورة التربية مستقبلاً. وتتم هذه البحوث بشكل رئيس عن طريق ما يسمى بالبحوث التجريبية.
التقسيم الرابع:
ويتعلق بالبحوث التربوية حسب عدد المراحل، والبحوث التربوية حسب عدد القائمين بها، وهي: (شحاته، 2001م)
1ـ بحوث تربوية حسب عدد المراحل:
أ ــ بحوث ذات مدخل واحد، وهي المعنية بدراسة مشكلة تربوية من بُعد واحد من الأبعاد.
ب ـــ بحوث ذات مداخل متعددة، وهي المسؤولة عن دراسة مشكلة تربوية من أبعاد مختلفة، من مثل: تاريخي، اجتماعي، اقتصادي، ثقافي، وعلاقتها بغيرها.
2 ــ بحوث تربوية حسب عدد القائمين بها:
أ ــ بحوث فردية، وهي التي يقوم بها فرد واحد.
ب ــ بحوث اجتماعية، وهي التي يقوم بها أفراد متعددين.
5 ـــ ميادين البحث التربوي:
ترتبط التربية بعلاقات وثيقة بعدد من العلوم، أدى هذا إلى تعدد ميادينها. ومن التخصصات الفرعية لها التي تأثرت بهذا التعدد، هو البحث التربوي، فلم يعد له ميداناً أو مجالاً معيناً. وفيما يلي عرض لميادين البحث التربوي، وهي: (الكندري، عبد الدايم، 1999م)
أ ـ الجوانب الفلسفية للتربية:
ويتناول البحث التربوي في هذا الميدان موضوعات، من مثل: الأصول الفلسفية، وفلسفة التربية وعلاقتها بأهداف المجتمع، والسياسات التربوية التي تسترشد بها العملية التعليمية، والتخطيط التربوي، واستراتيجيات التعليم.
ب ـ اقتصاديات التربية:
ويتناول البحث التربوي في هذا الميدان موضوعات، من مثل: العائد الاقتصادي للتربية، ودراسة تمويل التربية، ودراسة الكفاءة الداخلية والخارجية للتعليم، والتخطيط للتعليم على ضوء حاجات سوق العمل.
جـ ـ نظم التربية وإدارتها:
ويتناول البحث التربوي في هذا الميدان موضوعات، من مثل: دراسة عمليات تنظيم وتنسيق المؤسسات التربوية على اختلاف أشكالها وأنواعها، ودراسة أفضل أساليب الإدارة والتنظيم وأحدثها، ودراسة نظم التربية الرسمية وغير الرسمية والمقصودة وغير المقصودة.
د ـ مناهج التربية وأساليب التدريب:
ويغطي البحث التربوي موضوعات، من مثل: بعض الجوانب العملية التعليمية كالمنهج المدرسي من حيث محتواه، ومدى مناسبته للدارسين في المراحل المدرسية والعمرية المختلفة، وبناء المناهج المدرسية، وأهداف المقررات المدرسية وتصنيفاتها وكيفية التعامل معها، وأساليب التدريس، والعوامل التي تساعد في تفعيل عملية التدريس، واستخدام تقنيات التعليم.
هـ ـ المعلم والتلميذ:
ويتناول البحث التربوي في هذا الميدان موضوعات، من مثل: برامج إعداد المعلم وتدريبه، والعوامل المسؤولة عن وجود المعلم الجيد، وكذا التلميذ من حيث: خصائصه المختلفة، وجوانب نموه، ومشكلاته، والطرق المسؤولة عن الارتفاع بتحصيله، واتجاهاته، ومدى قدرته على التكيف مع بيئته.
و ــ نظم التعليم من منظور مقارن:
ويتناول البحث التربوي في هذا الميدان موضوعات، من مثل: دراسة نظام التعليم في البلد الأم (أي بلد الدارس) ويقارنها بتنظيماتها في بلدان أخرى؛ وذلك لمعرفة الحلول والاقتراحات المعمول بها في تلك البلدان؛ لمواجهة مشكلات التعليم ودراسة إمكانية تطبيقها في البلد الأم.
6 ـــ الفروق بين الظاهر الإنسانية والظاهرة الطبيعية:
يمكن أن يستخدم الأسلوب العلمي في البحث في دراسة الظواهر التربوية، على غرار الظواهر الطبيعية. ولكن تواجه البحث التربوي صعوبات عند تطبيق خطوات هذا الأسلوب؛ نظراً لأن البحث التربوي يتعامل مع الإنسان. وفيما يلي عرض لأوجه الخلاف بين الظاهرة الإنسانية والظاهرة الطبيعية: (الطيب، وآخرون، 1997م)، و(أبو علام، 2001م)
أ ـ إن الباحث في ظاهرة من الظواهر الطبيعية يتعامل مع متغيرات قليلة، وحتى لو كثرت المتغيرات التي يتعامل معها الباحث بمقدوره أن يخضعها للقياسات الموضوعية. بينما الباحث في ظاهرة من الظواهر الإنسانية فإن الباحث يتعامل مع متغيرات كثيرة ومتداخلة. تجعل الدراسة لهذه الظاهرة يكتنفها صعوبات متنوعة.
ب ـ لا يستطيع الباحث في الظاهرة الإنسانية أن يلاحظ كل المواقف التي يمر بها الإنسان. فمثلاً لا يستطيع الباحث ملاحظة دوافع الطفل وأحلامه. فإذا قال طفل إنه لا يفهم أو إنه يشعر بالخوف فإما يتقبل الباحث وصف الطفل للحالة التي يحس بها، أو يقوم بتفسيرها له الطفل على أساس الشعور الذي كان يحس به لو أنه مر بالحالة نفسها.
جـ ـ صعوبة تكرار حدوث بعض الظواهر الإنسانية؛ لأنها بمثابة مواقف تعليمية يمر بها الإنسان، ويحاول منع حدوثها مستقبلاً ، بينما الظواهر الطبيعية يمكن تكرار حدوثها إذا توافرت لها الظروف نفسها.
د ـ تؤثر خلفية الباحث الثقافية والاجتماعية والأيديولوجية وتتدخل اهتماماته وقيمه فيما يبحثه ويلاحظه، وبالتالي تؤثر في النتائج والأحكام التي يتوصل إليها من خلال ملاحظاته. أما في الظواهر الطبيعية فإن الباحث يكون أقل تأثراً بذاتيته وقيمه وخلفيته في أثناء إعداد أي خطوة من خطوات الأسلوب العلمي في البحث.(النوح ، 2004)