مظاهر الصحة النفسي
تابع تعريف ومظاهر الصحة النفسية
إعداد : د. منى توكل السيد
والصحة النفسية "هي حالة دائمة نسبياً, يكون فيها الفرد متوافقاً نفسياً (شخصياً وانفعالياً واجتماعياً أي مع نفسه ومع بيئته), ويشعر بالسعادة مع نفسه, ومع الآخرين, ويكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال إمكاناته إلى أقصى حد ممكن, ويكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة, وتكون شخصيته متكاملة سوية, ويكون سلوكه عادياً, ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلامة وسلام؛ والصحة النفسية حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل وسلامة السلوك. وليست غياب أو خلو من المرض النفسي" (زهران، 2005: 9)
كما تعرف الصحة النفسية بأنها "مفهوم ثقافي ونسبي بطبيعته، وهو متغير بتغير ما يجد علينا من معلومات عن الحياة، وما ينبغي أن نكون عليه كما أنه يتغير بما نكتشفه عن أنفسنا وسلوانا وما نحب أن نصل إليه في حياتنا "(عبد الغفار، 1976: 25)
ولقد عرفت "منظمة الصحة العالمية" الصحة النفسية بأنها ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيف مع حالات التوّتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي". (منظمة الصحة العالمية، 2005)
وعرفها "نجاتي" بأنها النضج الانفعالي والاجتماعي، وتوافق الفرد مع نفسه ومع العالم من حوله، والقدرة على تحمل مسئوليات الحياة ومواجهة ما يقابله من مشكلات، وتقبل الفرد لواقع حياته، والشعور بالرضا والسعادة (نجاتي، 2002 :271).
وعرفها "العزة" (2004: 48) بأنها "حالة يفهم فيها الفرد نفسه من جميع النواحي مثل دافعه لتقدير ذاته وهويته وسعيه نحو النمو وتنمية قدراته وتحقيق ذاته بقدر ما يستطيع، ومحافظته على وحدة شخصيته وتماسكها وتحكم الفرد في ذاته ومواجهته الظروف المحيطة به واتخاذ قراراته المتصلة بحياته ضمن الظروف البيئية التي يعيشها والعمل على تنفيذ هذه القرارات"
و تناولها "القريطي" (1998: 28) على انها "حالة عقلية انفعالية إيجابية، مستقرة نسبيا، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفة، وتوازن القوى الداخلية والخارجية الموجهة لسلوكه في مجتمع ووقت ما ومرحلة نمو معينة، وتمتعه بالعافية النفسية والفاعلية الاجتماعية.
وللصحة النفسية شقان كما عبر عنهما زهران (2005: 9) هما:
-
شق نظري علمي: يتناول الشخصية والدوافع والحاجات وأسباب الأمراض النفسية وأعراضها وحيل الدفاع النفسي والتوافق, وتعليم الناس وتصحيح المفاهيم الخاطئة, وإعداد وتدريب الأخصائيين والقيام بالبحوث العلمية.
-
شق تطبيقي عملي: يتناول الوقاية من المرض النفسي وتشخيص وعلاج الأمراض النفسية.
أما كفافي (2005: 12) فقد عبر عن الشق النظري بمعرفة الكيفية التي ينمو بها السلوك السوي، وما هي العوامل التي تجعله ينحرف عن مساره ويخرج إلى حدود اللاسواء أو الانحراف. أما الجانب التطبيقي فيهتم بالاستفادة من القوانين التي يصل إليها الجانب النظري، ويضيف إن هناك جانب وقائي يعتمد على أن الوقاية خير من العلاج، وأن الاستفادة من هذا المبدأ تكون أكثر إلحاحاً في مجال الصحة النفسية منها في مجال الصحة الجسمية، ويعتمد هذا الجانب على أساس تقديم الاستشارات لمن يحتاجها حتى لا تتفاقم مشكلاته، ويتعامل هذا الجانب مع الأسوياء والعاديين.