مفهوم الاستبانة
ما هي الإستبانة ؟
أصبحت الإستبانة من أدوات البحث التي تطبق كثيراً في معظم أنواع البحوث التربوية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والجغرافية ، والاقتصادية ، إلى البحوث في العلوم الطبيعية كالطب والهندسة والزراعة ، وغيرها للاستفادة منها في تجميع بعض المعلومات الضرورية لاتخاذ قرار طبي أو هندسي أو زراعي . إلا أنه صاحب هذا التطبيق شي من التساهل في إعداد الإستبانة وتصميمها مما أدى إلى ضعف الثقة بها من قبل المجيب عليها وبالتالي إلى التساهل أيضاً في الإجابة عليها ، مما كان له انعكاس سلبي على الثقة بنتائج معظم البحوث التي تتخذ من الإستبانة أداة لجمع المعلومات .
وتترجم الكتب العربية الكلمة الإنجليزية QUESTIONNAIRE إلى عدة مصطلحات تختلف في ألفاظها وتتفق في معناها ، فبعض الكتب تترجمها " استفتاء" وبعضها الآخر " استقصاء " وبعضها الآخر " استبيان " ولكن أصح مصطلح يمكن أن تترجم إليه هو " إستبانة " حيث أنه هو المدلول العربي الصحيح للمراد منها الذي يشير إلى تلك الاستمارة التي تحتوي على مجموعة من الأسئلة أو العبارات المكتوبة مزودة بإجابتها أو الآراء المحتملة ، أو بفراغ للإجابة ويطلب من المجيب عليها الإشارة إلى ما يراه مهماً ، أو ما ينطبق عليه منها ، أو ما يعتقد أنه هو الإجابة الصحيحة . وينبغي على الباحث ألا يستخدم الإستبانة أداة لبحثه إلا إذا تعذر الحصول على المعلومات بواسطة أداة أخرى كأن تكون في سجلات أو كتب أو بواسطة الملاحظة مثلاً أو عندما تكون المعلومة المطلوبة هي وجهة النظر الخاصة أو الرأي الشخصي في قضية ما أو عندما يكون الهدف عبارة عن استنتاج الأسباب الكامنة وراء سلوك معين . (1
" الإستبانة هي أكثر الأدوات استخداما في الرسائل الجامعية . وتقوم البحوث التي تعتمد في جمع المعلومات على الاستبانات على عدد من المسلمات ، منها :
1- أفراد الدراسة الذين توزع عليهم الإستبانة لديهم رصيد معرفي يمكنهم من الإجابة عما تتضمنه من فقرات .
2- أفراد الدراسة قادرون على الإجابة عن الفقرات بكل صدق وموضوعية .
3- تصلح الفقرات التي تتضمنها الإستبانة لجمع البيانات المطلوبة عن الظاهرة موضوع البحث.
4- تسمح البيئة الثقافية لأفراد الدراسة بالإجابة عن الفقرات بحرية .
5- يمكن تفريغ إجابات أفراد الدراسة بطريقة منظمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)(المدخل إلى : البحث في العلوم السلوكية – صالح حمد العساف – دار الزهراء – الرياض – 1431هـ - الطبعة الأولى – ص : 309 – 311 )
بيد أن هذه المسلمات لا تخلو من الإشكاليات ؛ فالباحث لا يعرف على وجه اليقين إذا كان أفراد الدراسة قادرين على فهم مضمون الإستبانة . والثقة السائدة في البلاد العربية ساهمت في الربط بين ما هو مكتوب وما هو رسمي . ونظرا لخشية الفرد من السلطات الرسمية ، فإنه يميل في الغالب إلى تغليف إجابته ، فلا تكون معبرة عما يؤمن به " . (1)
فنجد أن من السهولة أن يختار الباحث الإستبانة أداة جمع المعلومات في دراسته الميدانية ولكن من المهم جداً على الباحث أن لا يستسهل الأمر ويأخذ الإستبانة كأداة في دراسته ويغفل سلبياتها التي من شأنها أن تكون مخلة بنتائج الدراسة مما يؤثر سلباً على الهدف من الدراسة ، فمن هنا يجب على الباحث أن لا يستخدم أداة الإستبانة إلا عندما يتعذر على الباحث الحصول على المعلومة عن طريق أداة أخرى ، وفي هذه الحالة يجب على الباحث الجد والاجتهاد في تصميمها حسب الطريقة العلمية المناسبة وأن يوليها جُل الاهتمام والعناية لأن بصدق بنائها تكون صدق نتائجها " يلاحظ أن الإستبانة تتكون من نوعين من الأسئلة :
1- أسئلة عامة حول شخصية المبحوث ، مثل السن ، والمستوى التعليمي ، ومستوى الدخل ...، وأسئلة شخصية ذات صلة بموضوع البحث مثل : هل تقرأ صحيفة البلاد ؟ وذلك في دراسة عن صحيفة البلاد أو : هل تستمع إلى إذاعة بغداد ؟ في حالة الدراسة عن إذاعة بغداد وهذه الأسئلة هي أسئلة معلومات ،وليست رأي أو موقف .
2- أسئلة في موضوع البحث ومثاله في دراسة لتقويم أحد المدرسين السؤال عن القراءات التي يحددها ، وطريقته في التدريس ، وطريقته في وضع الأسئلة ... وهذه يمكن أن تكون أسئلة عن الرأي أو الاتجاهات والموقف أو المعتقدات ، أو المعلومات . يعتمد ذلك على موضوع الدراسة " . (2)
ويتضح لنا مما سبق أن الإستبانة تحتوي على مجموعة من الأسئلة وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة من الشخص الذي يريد الباحث استجوابه وأخذ رأيه أو موقفه أو انطباعه ، ومن ضمنها أسئلة شخصية تتعلق حول شخصية المبحوث ، ومنها ما يتعلق بموضوع البحث ، ولا شك أن جميع الأسئلة مهمة وتبنى عليها إجابات لتساؤلات البحث ، فيجب على الباحث أن يهتم في صياغة الأسئلة اهتماماً يتناسب مع اهتمامه بالدراسة بشكل عام ، وكما هو معلوم أن فهم السؤال نصف الإجابة ، فيجب على الباحث أن يعتني عناية فائقة بصياغة الأسئلة .
الملفات المرفقة
- اعداد الاختبارات التحصيلية (انواع الاختبارات.pdf - B)