الحيل الدفاعية
(الحيل الدفاعية النفسية)
اعداد
د. منى توكل السيد
إذا كانت بعض الدوافع في الإنسان تنتمي إلى القوة الروحية بينما البعض الآخر ينتمي إلى المكون المادي، فإن صحة الإنسان النفسية تقوم على أساس وصول الإنسان إلى حالة التوازن والاعتدال في الإشباع بين حاجات ودوافع هاتين القوتين. والإرادة قوة كبرى من قوى النفس تلعب دوراً كبيراً في مسيرة الإنسان الحياتية، يضاف إلى هذه القوى قوى أخرى تساهم في تحقيق التوازن وخفض التوتر ولو إلى حين؛ ألا وهي الحيل الدفاعية أو آليات الدفاع النفسية
وعبر علماء التحليل النفسي عن الحيل الدفاعية بأنها تشكل أنماطاً سلوكية لدفاع "الأنا" عن نفسها في سبيل إعادة التوازن للشخصية، حين يختل هذا التوازن الذي يمكن أن يصل بالإنسان إلى الإحباط والقلق والصراع أو اضطرابات نفسية وعقلية أكثر أثراً.
وكانت أهم خاصية لهذه الآليات - كما تناولها أصحاب مدرسة التحليل النفسي - أنها تحدث على المستوى اللاشعوري، أي أن الإنسان لا يدرك السبب وراء السلوك المتسبب عن ميكانيزم ما من هذه الميكانيزمات.
وكما أن هناك مقاومة طبيعية على مستوى ما في جسم الإنسان تقوم بها أجهزة مناعة حيوية تقي الجسم من الميكروبات والجراثيم التي يتعرض لها تلقائياً، فإن النفس لديها أيضاً مقاومة تلقائية نفسية مضادة لاختلال التوازن يتعرض له الإنسان في حياته اليومية، من هنا يمكن أن نطلق عليها "أساليب المقاومة النفسية" ونعتبرها قوى مهمة من قوى النفس تجاهد بها في سبيل الحصول على التوازن.
تعريف الحيل الدفاعية (آليات الدفاع): Defense mechanism:
هي عمليات الأنا اللاشعورية ووسائلها التي تمنع الدوافع المزعجة وغير المقبولة من التعبير المباشر. ونستطيع تعريفها بأنها (أشكال من السلوك يلجأ إليها الفرد في سعيه وراء إشباع حاجة ما وجد ما يعيقها أو في حالة تعرضه لتهديد واقع أو يخشى وقوعه).
أهداف الحيل الدفاعية:
-
وقاية الذات والدفاع عنها
-
والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات
-
وتحقيق الراحة النفسية والأمن النفسي (زهران،2003: 146)
-
أن يتجنب الفرد حالات القلق وما يصاحبها من شعور بالإثم.
مظاهر الحيل الدفاعية:
-
أن كل الناس يستخدمونها (الأسوياء والمضطربون على السواء).
-
يلجأ إليها الفرد لمواجهة حالات الإحباط والصراع والقلق.
-
إنها ليست شاذة من حيث أنها منطلق ولا خاصة بأفراد معينين.
-
قد يصيبها التطرف فتصبح شكلاً من الانحراف أو في الطريق إليه.
-
إن قاعدتها في اللاشعور قوية ولكنها ليست لا شعورية كلها (لأن بعضها شعوري)، ولكن الفرد لا يدرك دوافعها الحقيقية، وغالباً غير مدرك للأغراض التي تهدف إليها. لذلك فهي لا شعورية.
-
إن هذه الأساليب أو الشعورية، ليست حيل، بل تعتبر مظاهر وظيفية للقوة الروحية في الإنسان لإحداث التوازن،
-
إن إفراط الإنسان في استخدام هذه الأساليب الشعورية الروحية ليس مرضاً، لكن الإفراط في الحيل أو الأساليب والميكانزمات اللاشعورية يعد مرضاً أو عرضاً لمرض.
أنواع الحيل الدفاعية
تتعدد الحيل الدفاعية من حيث الأنواع والتصنيفات فمن حيث الشعور تصنف إلى:
1 – حيل دفاعية شعورية:
وهي التي تخضع للتفكير والإرادة للوصول إلى قرار، والعمل والمثابرة.
-2- حيل دفاعية لا شعورية:
وهي التي لا تخضع للتفكير ولا للإرادة، ويلجأ إليها أغلب الأسوياء، ولكن فد تزيد عن حد المعقول، وتصبح وسائل أو حيل هروبية، ومن ثم يكون الإغراق فيها من مظاهر المرض النفسي.
ومن حيث السواء تصنف إلى:
-
حيل دفاعية سوية:
وهي غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي مثل الإعلاء والتعويض والتقمص
-
حيل دفاعية غير سوية:
وهي عنيفة ويلجأ إليها الفرد عندما تخفق حيله السوية فيظهر سلوكا مرضيا ومنها الإسقاط، والنكوص والتثبيت، والعدوان، والتحويل، والتفكيك، والسلبية.
وهناك تقسيم آخر يتم عرضه كما يلي:
-
حيل دفاعية انسحابية (هروبية) وتشمل: التبرير، والانسحاب، والنكوص والتثبيت، والإنكار والتخيل
-
حيل دفاعية عدوانية (هجومية) وتشمل: العدوان والإسقاط والاحتواء
-
حيل دفاعية إبدالية وتشمل: الإبدال والتحويل والإعلاء والتعويض والتقمص والتكوين العكسي