مشكلة صعوبات التعلم
تعتبر صعوبات التعلم من المشكلات التربوية الخاصة لأنها ذات أبعاد تربوية ونفسية واجتماعية نظرا لتزايد أعداد التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم من مادة أو معظم المواد الدراسية لعجزهم الدراسي، وتكرار رسوبهم في الصف الدراسي ، مما يجعلهم لا يتواءمون مع الفصول الدراسية العادية والمناهج العادية فمنهم من يتخلفون في تعلم الكلام، أو لا تنمو لديهم سهولة استخدام اللغة، أو الذين يواجهون صعوبة بالغة في تعلم القراءة، أو القيام ببعض العمليات الحسابية، وبشكل عام يعجزون عن التعلم بالاساليب المعتادة مع أنهم ليسوا متخلفين عقليا، ولكنهم يتخلفون عن نظائرهم ويفشلون في التعلم لأسباب مختلفة.. إلا انه يجمع بينهم جميعا مظهر واحد على الاقل هو التباعد أو الانحراف في نمو القدرات (فتحي عبد الرحيم، 1992). إن الاطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية لا يصنفون ضمن فئات الاطفال المعوقين ولكنهم بلا شك بحاجة إلى فصول خاصة لاكتساب المهارات المدرسية. نلاحظ أن الاطفال ذوي صعوبات التعلم يتشابهون في الوضع التعليمي ولكن التفاصيل وطبيعة الخلل التكويني تختلف من طفل إلى أخر، فقد يشكو أحدهم من صعوبات في مادة واحدة أو عدة مواد. ومما لا ريب فيه أن صعوبة التعلم تعرض الطفل للاضطراب النفسي وخلل في التوافق إذا ما قارناه بزملائه. إن المؤشرات الاساسية مثل معدلات الرسوب المدرسي ومعدلات النجاح في الشهادات الحكومية اللبنانية ومعدلات الالتحاق بالتعليم أو الانتظام بالدراسة ومعدلات التسرب، علاوة على ما يعتبرونه تدهورا في مستوى أو في نوعية التعلم الذي تقدمه مدارس الاونروا، (لجنة الابحاث الاجتماعية الفلسطينية، 1996-1997)، تدلنا على زيادة أعداد التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم مما يدفع إلى الاهتمام بتلك المشكلة والعمل على الكشف المبكر لهذه الحالات من اجل علاجهم، والهدف من كل هذا تنمية الاحساس بالثقة بالنفس لديهم كذلك الشعور بالامان والاستقرار. أن موضوع الصعوبة يظهر واضحا في سلوك وتصرفات الاطفال ذوي الصعوبات التعلمية، وفي تفاعلهم الاجتماعي وتكيفهم وتوافقهم النفسي والاجتماعي مع بيئتهم.