معايير صحة السلوك(3)
- المعيار الإحصائي Statistical Criterion
حين ينصب اهتمامنا علي صفات كالذكاء أو المظهر البدني مثلا فإن أحد أطراف المتصل هو الذي يعد فقط غير سوي ، أما الطرف الأخر فإنه يمثل حالة مثالية.
ويمكن تفسير النموذج الإحصائي علي النحو الآتي : إذا كان متوسط درجة اختبار ما للذكاء100 فإن 2.27 من السكان يتوقع أن يقعوا دون المتوسط بانحرافينمعياريين أو أكثر ، هذا التوقع مبني علي افتراض أن الذكاء ، مثل أي سمة أخري تكون موزعة طبقا للمنحي الإعتدالي Normal Curve of Intelligence .
ويتكون هذا المنحني من ثمانية مناطق مبنية علي الانحراف المعياري ويتضح من هذا الشكل أن 34.13% من الأفراد تكون نسبة ذكائها ما بين 85-100و2.14% نسبة ذكائها ما بين 55-70 ، و0.13% من الأفراد تكون نسبة ذكائها أقل من 55
يوضح الشكل التالي المنحني الإعتدالي :
وطبقا لبعض التقديرات الحديثة يبدو أن التوزيع الفعلي لنسب الذكاء لا يساير هذه التوقعات النظرية بوجه عام ، يوجد عدد من الأفراد يزيد بشكل واضح عنالعدد المحدد في ضوء التنبؤات المبنية علي المنحني الإعتدالي يحصلون علي نسب ذكاء تقل عن المتوسط بما يزيد عن انحرافين معياريين ، ويبدو أن هذا التباعد بينالتقديرات الواقعية والتوقعات النظرية يزداد كلما انخفضت نسب الذكاء
عيوب هذا المعيار :
1- قد يتداخل المعيار الإحصائي مع المعيار الاجتماعي ، كما يركز علي أشكال السلوك الظاهر بغض النظر عن أسبابها وعواملها .
2- إن انتشار السلوك وتكرار حدوثه عند عدد كبير من الناس لا يعني أنه سلوك سوي ، فاستخدام الغش في الامتحان بين الطلاب في مجتمعنا لا يمكن اعتباره هوالسوي . والعكس صحيح فندرة بعض السلوكيات وقلة ممارستها (كالصدق) لا يعني أنه سلوك شاذ فقط لأنه ليس متكرر الحدوث ، فالصدق يبقي سويا حتى لومارسه القليل من الناس ، والنفاق شاذا حتى لو مارسه معظم الناس.
3- وعلي الرغم من أن الندرة الإحصائية قد تعد شرطا ضروريا في مفهوم المرض العقلي إلا أنها بكل وضوح ليست شرطا كافيا .
4- كما أن هذا المحك قد ساوي بين طرفي المنحني الإعتدالي فقد جعل المتفوق عقليا حسب هذا المعيار شاذا مثل المتخلف عقليا.