معايير صحة السلوك(6)
- معيار النضج والتطور
يعتبر نضج الفرد مقياسا لدرجه نموه ولمدي تحقيقه لذاته ، فالسلوك الناضج هو ما يتلاءم مع الفرد ، والتعامل مع المشكلات التي تواجهه وبما يمتلكه من طاقاتوقدرات ناضجة تساعده علي حل المشكلات ، ولكن هذا المعيار يفشل في التمييز بين الشاذ والسوي ، حيث أن مفهوم تحقيق الذات مفهوم مختلف من شخص لأخر .كذلك فإنه من الصعب تحديد خصائص النضج ، ومميزاته باختلاف قدرات الناس ، وميولهم ، واستعداداتهم ، ومفاهيمهم عن أنفسهم .
معيار المواءمة بين نمو الفرد ومصلحة الجماعة
قدم جيمس كولمان هذا المعيار كبديل عن المعايير الاجتماعية في التفريق بين السلوك العادي وغير العادي ، وأن الحكم علي السلوك يكون في مدي ما يوفرهالسلوك من نمو وتحقيق لإمكانات الفرد والجماعة ، فإن أمكن أن تؤدي المسايرة الاجتماعية إلي مزيد من النمو للفرد والجماعة اعتبر السلوك عاديا ، أما إذا لم تؤدإلي مزيد من النمو ، وتحقيق إمكانات كل من الفرد والجماعة اعتبرت سلوكا مرضيا.
هذا المحك يتضمن مفاهيم كالتوافق والتكامل والنضج وتحقيق الإمكانات وصالح الجماعة ، ويبدو أن هذاالمعيار الذي قدمه كولمان محك دقيق ، لأنه حاول فيه أن يجعله شاملا للجوانب التي تم إغفالها في المحكات السابقة . ولكن هذه الدقة علي المستوي النظري فقط لأنهإذا كان كولمان يحاول من خلال هذا المحك تحقيق التعادل بين الفرد وجانب المجتمع ، فإن الأمر يقابل في مجال التطبيق العملي بصعوبات جمة ، لعدم وضوحالحدود بين الفرد والمجتمع ، فصيغة نمو الفرد وصالح الجماعة صيغة مقبولة ، بل ومرغوبة ، ولكن حين نضعها موضع التنفيذ تقابلنا مشكلة العلاقة بين نمو الفردوالمجتمع ، أو تحديد حقوق الفرد وواجباته نحو الجماعة وحقوق الجماعة وواجباتها نحو الفرد . وهذه العلاقة كما تحددها الفلسفات الاجتماعية والاقتصادية فيالعالم تختلف اختلافا بينا من شرقه إلي غربه مما يوحي بأنها لم تجد الحل الصحيح بعد . فالدول الاشتراكية تميل في فلسفاتها وتشريعاتها إلي تغليب جانب الجماعةعلي حساب الفرد وذلك علي عكس الدول الرأسمالية التي تغلب جانب الفرد علي حساب الجماعة.