معايير صحة السلوك(7)
- المعيار الباثولوجي أو الطبي
يعتمد هذا المحك علي اتخاذ الأعراض المرضية أساسا للحكم علي سلوك الشخص، فالشواذ يغلب علي أنماطهم السلوكية أعراض متعددة سواء كانت هلوسات، ضلالات ، وكذلك يغلب عليهم اضطرابات القلق ، والمزاج ، ومن ثم ينبغي اتخاذهم كمحك للحكم علي السوية. ويعتبر الشخص السوي هو شخص بلا أعراض ،إلا أن الخلو من الأعراض لا نجده لدي أحد فمن الصعوبة بمكان أن نجد شخصا خاليا من الأعراض المرضية ، ومع هذا فإنه عندما يغلب وجود تلك الأعراض فيشخص ما فإنه يعتبر شاذا ، ويوجه نقد لهذا المحك في اختفاء الدرجة التي ينبغي أن تكون عليها تلك الأعراض المرضية حتى يمكن أن يحكم عليها بأنها مرضية حتىلا يختلط السواء بالشذوذ .
ومن سلبيات هذا المحك أيضا انخفاض ثبات التشخيص الطبنفسي فالتشخيص عملية صعبة تتطلب بعد الفحص ، تحديد الأعراض ، وزملات الاضطرابات منأجل وضع خطة العلاج.
وفي ضوء ما سبق عرضه يمكن حصر تعريفات الصحة النفسية في اتجاهين أساسيين هما:
* الاتجاه السلبي
يري أصحاب هذا الاتجاه أن الصحة النفسية هي الخلو من الأعراض المرضية . وتكمن الصعوبة في هذا التعريف في عدم اتفاق العلماء علي أنواع النشاط التييقوم بها الفرد والتي تعد منافية للصحة النفسية السليمة ، ويري المدافعين عن هذا الاتجاه أن الحالة النفسية لا تصبح شاذة إلا حين تبلغ درجة شديدة في انحرافها ،ويرون أن تعريف الصحة النفسية بانتقاء الحالات المرضية ليس بدعة جديدة في الفكر الإنساني ، فكثيرا ما عرف الخير بأنه انتقاء الشر ، والعدالة بأنها انتقاء للظلم ويلقي هذا التعريف قبولا بين المتخصصين في مجال الطب النفسي لأنه يعتمد علي حالة السلب أو النفي
* الاتجاه الايجابي
يري أصحاب هذا الاتجاه أن الصحة النفسية تتحدد في ضوء المظاهر الايجابية والتي تشير إلي تمتع الفرد بالصحة النفسية.
الصحة النفسية بأنها « مدي أو درجة نجاح الفرد في التوافق الداخلي بين دوافعه ونوازعه المختلفة وفيالتوافق الخارجي في علاقاته ببيئته المحيطة بما فيها ومن فيها من موضوعات وأشخاص حالة من التوازن أو التكامل بين الوظائف النفسية للفرد ، تؤدي به إلي أن يشبع دوافعه بطريقةتجعله يتقبل ذاته ويقبله المجتمع .
حالة عقلية انفعالية ايجابية، مستقرة نسبيا ، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفة ، وتوازنالقوي الداخلية والخارجية الموجهة لسلوكه في مجتمع ووقت ما ، ومرحلة معينة وتمتعه بالعافية النفسية والفاعلية الاجتماعية».
الصحة النفسية :» حالة دائما نسبيا ، يكون فيها الفرد متوافقا (شخصيا وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه ومعبيئته )
، ويشعر بالسعادة مع نفسه ، ومع الآخرين ، ويكون قادرا علي تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلي أقصي حد ممكن ، ويكون قادرا علي مواجهةمطالب الحياة ، وتكون شخصيته متكاملة سوية ، ويكون سلوكه عاديا ، ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلامة وسلام».
ويعرف « الصحة النفسية للفرد بأنها « حالته النفسية العامة ، والصحة النفسية السليمة هي حالة تكامل طاقات الفردالمختلفة بما يؤدي إلي حسن استثماره لها ، ومما يؤدي إلي تحقيق وجوده أي تحقيق إنسانيته».