مفهوم المهارات الح
مفهوم المهارات الحياتية
. Life Skills
نتيجة للتطور التكنولوجي في شتى مجالات الحياة أصبحت الحياة المعاصرة الآن أكثر تعقيداً، وذلك يستدعي ضرورة إلمام الأفراد بصفة عامة والمتخلفين عقلياً بصفة خاصة لمجموعة من المهارات الحياتية التي تؤهلهم للتعايش في البيئة المحيطة، والتكيف معها، الأمر الذي ينعكس على تنمية اتجاهات إيجابية نحو ذواتهم، من خلال نظرتهم لأنفسهم ونظرة وتقدير الآخرين لهم، حيث تقوم المهارات بدور مهم وفعال في تنمية الاستعدادات الفطرية لدى المتخلفين عقلياً، وتحقيق التربية المستمرة لهم مدى الحياة مما يساعدهم على ملاحقة التغير الاجتماعي وتكوين الاتجاهات الإيجابية السليمة، والإلمام بالخبرات والمهارات اللازمة لتكيفهم مع المجتمع المحيط بهـم.
والمهارات الحياتية مصطلح يعبر عن القدرة على السلوك الإيجابي التوافقي والذى يمكن الفرد من التعامل بفعالية مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية. ويشمل مصطلح المهارات الحياتية على مجموعة من الكفايات النفسية الاجتماعية والتي تساعد الفرد على التواصل الفعال مع الآخرين، واتخاذ قرارات واعية، وحل المشكلات، والتفكير النقدي والخلاق، وبناء علاقات جيدة، والتعاطف مع الآخرين، وإدارة حياتهم بطريقة جيدة.
أما دوسونDawson (1999) فقد أشار إلي أن المهارات الحياتية هي "الرغبة والقدرة على حل المشكلات الحياتية شخصية أو اجتماعية، أو مواجهة تحديات يومية، أو إجراء تعديلات وتحسينات في أسلوب ونوعية حياة الفرد والمجتمع، وتقاس قوة وضعف المهارات الحياتية لدى الفرد من خلال تقدير قوة وضعف اختيارات الفرد، فكلما كانت الاختيارات جيدة وصائبة كانت مهاراته الحياتية قوية
وكثيرا ما يستخدم مصطلح المهارات الحياتية مع هذين المصطلحين Life Skills-Based Education و Skills-Based Health Education ، والفرق بينهما يكمن فقط في المحتوى أو المواضيع التي تم تغطيتها. فالمصطلح الأول يركز على التربية من أجل السلام وحقوق الإنسان والمواطنة والتعليم والقضايا الاجتماعية الأخرى وكذلك الصحية، أما المصطلح الثانى يركز على "الصحة". ويشمل كلا منهما على التطبيقات الأساسية للمعرفة والسلوك والمهارات.
وتوضح منظمة الصحة العالمية (WHO) أن المهارات الحياتية هي القدرة على السلوك الإيجابى المناسب الذى يمكن الفرد من التعامل بفعالية مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية. وتعلم المهارات الحياتية يسهل ممارسة وتعزيز المهارات النفسية والاجتماعية بطريقة ملائمة ثقافيا وتنمويا بل يساهم فى تعزيز الشخصية وتقليل المشاكل الاجتماعية والصحية للفرد، برامج المهارات الحياتية تؤكد على القدرات التي تساعد على تسهيل عملية التواصل، والتفاوض، والتفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ قرارات مستقلة
أما المكتب الدولى للتعليم International Bureau of Education (IBE) فيعرف المهارات الحياتية "بأنها مهارات إدارة الشخصية ومهارات اجتماعية لأداء مناسب على أساس مستقل"
وتعرف منظمة اليونسكو (UNESCO) المهارات الحياتية بأنها ليست مجال أو موضوع، ولكن تشمل التطبيقات والمعارف والمواقف والقيم والمهارات الهامة فى عملية التنمية الفردية Individual Development والتعلم مدى الحياة. Lifelong Learning)
وتعرفها أيضا خديجة بخيت(2000) أنها ما يقوم به الفرد من سلوك تكيفي موجب يساعده على التعامل بفاعلية مع مطالب الحياة وذلك عن طريق ترجمة المعلومات التي يعرفها والاتجاهات والقيم التي يشعر بها ويفكر ويعتقد فيها وتوظيفها في تحديد ما ينبغي عمله وكيفية عمله بمزاولة الحياة اليومية.
وعرفتها أماني منتصر (2001) بأنها "المهارات والمعلومات والمعارف والقيم التي تحتاجها المرأة في مرحلة ما بعد محو الأمية لتتكيف مع حياتها اليومية وتزاولها في ظل متغيرات العصر وتعاونها على مواجهة المواقف والتحديات التي تواجه الأسرة".
ويأتي هذا مطابقا لتعريف سيد صبحي (2003)بأنها القدرة المكتسبة على التعامل مع متطلبات الحياة وتطويرها إلى الأفضل وتساعد الفرد على الحفاظ على صيانة وتطوير ذاته وتطوير مجتمعه. ولذلك تعتبر مهارات الحياة عملية تعلم مستمرة وقدرة عالية مكتسبة على أداء أفعال شتى لتحقيق هدف معين فالمهارة جزء من نمط سلوكي يستهدف التأثير في الآخرين والتصرف والتوافق معهم ومن ثم فالمهارة في حقيقتها هي قدرة وخبرة وبراعة وإبداع .
كما تعرف منى أمين عبد العزيز (2006) المهارات الحياتية على أنها "مجموعة من الأنشطة والقدرات والسلوكيات والوسائل والطرق والكفاءات التي يمتلكها الفرد والتي من شأنها مساعدته على التفاعل الإيجابي والقدرة على التكيف والتعامل بفعالية مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها".