تعريف الاحصاء
علم الاحصاء
الإحصاء علم يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبوبيها وتنظميها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .
ولم تعد البحوث الاقتصادية و الاجتماعية و الإدارية والرياضية وغيرها في وقتنا المعاصر، و في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في كافة ميادين حياتنا اليومية ، تكتفي بمجرد عرض المشاكل و دراسة الظواهر و تحديد الأسباب و استخلاص النتائج و اتخاذ القرارات بطريقة سطحية مجردة عن أسلوب الإقناع و التقدير والقياس .
ولقد أصبح الاتجاه العام في مثل هذه البحوث و الدراسات هو استخدام طرق القياس الكمية ووسائل الإقناع الإحصائية و ذلك لتحديد الخصائص وإبراز الاتجاهات العامة في الظواهر الاجتماعية والإدارية ، و تحليل العلاقات المتشابكة و المتبادلة بين الظواهر علي أساس موضوع غير متميز .
وعلم الإحصاء يعطي للباحثين في مجال العلوم الاقتصادية و الاجتماعية والإدارية والرياضية، العديد من الطرق والأساليب اللازمة لضرورة القيام بالدراسات والبحوث علي أساس من القياس لحركة العديد من المتغيرات المحددة للظواهر موضوع الدراسة .
وتستخدم كلمة الإحصاء لتشير إلي عملية جمع البيانات الكمية و الأساليب المستعملة في معالجة تلك البيانات ، و قد نعني بهذه الكلمة أيضا عملية استخلاص بعض الاستنتاجات من دراسة عينة صغيرة لصياغة تعميمات يمكن تطبيقها علي مجتمعات اكبر حجما .
فبحوث الرأي العام علي سبيل المثال تقوم علي مقابلة و دراسة عينة صغيرة من أفراد المجتمع و لكن نتائجها تستخدم في الاستدلال علي اتجاهات الرأي العام في المجتمع ككل . و بذلك يمكن القول بان الإحصاء يشير إلي طرق تنظيم و تلخيص البيانات والي الأساليب التي تستخدم في تحليل و تفسير النتائج واستخلاصاها يمكن تعميمها علي مجتمع الدراسة.
فالإحصاء هو علم يبحث في طريق جمع الحقائق الخاصة بالظواهر العلمية الاجتماعية التي تتمثل في حالات أو مشاهدات متعددة ، وفى كيفية تسجيل هذه الحقائق في صورة قياسية رقمية، وتلخيصها بطريقة يسهل بها معرفة اتجاهات الظواهر وعلاقات بعضها ببعض ، ويبحث أيضاً في دراسة هذه العلاقات والاتجاهات واستخدامها في تفهم حقيقة الظواهر ومعرفة القوانين التي تسير تبعاً لها .
ومن هنا يتضح أن الإحصاء لا غنى عنه لأى باحث في شتى المجالات المختلفة إذ اعتمد في بحثه على الأسلوب العلمي. أي أن الإحصاء هو عصا الباحث التي تقوده إلى الطريق الصحيح، وهى الأداة التي تساعده على تفسير الظواهر التي يدرسها وتوضيح النتائج التي يحصل عليها ودلالات البيانات والأرقام التي يحصل عليها .
وكلمة إحصاء ( Statistics) لها ثلاث معانى :
( 1 ) الإحصاءات أو البيانات : مثال ذلك إحصاءات السكان والمواليد والوفيات والإنتاج – الصادرات – الاستهلاك .
( 2 ) المؤشرات المحسوبة من عينة (العينة هي مجموعة جزئية من الوحدات محل الدراسة)
( 3 ) علم الإحصاء : وهو فرع من فروع الرياضيات يشمل النظريات والطرق الموجهة نحو جميع البيانات ووصف البيانات والاستقراء وصنع القرارات .
ولقد تطور علم الإحصاء وتنوعت طرائقه ، وأصبح له من القواعد ما يمكنه من القيام كعلم مستقل يمكن الاستعانة به في رسم وتحديد السياسات الاجتماعية التي ينتهجها المجتمع. كما برز دور الإحصاء – بما يقدمه من بيانات وإحصاءات – في عمليات التخطيط والتنمية التي تمر بها مجتمعاتنا اليوم.
ويمكن القول أن الإحصاء تخدم الباحثين في جميع الميادين العلمية وصانعي القرارات في شتي المجالات العملية ، ولا يكاد يخلو ميدان من ميادين البحث العلمي إلا وطرقته الإحصاء وساهمت فيه مساهمة فعالة . وقد أثار روبرت بارسوز في مستهل كتابه " التحليل الإحصائي " أن كلمة إحصاء لها أكثر من استخدام إلا أن أكثر الاستخدامات شيوعاً
هو ذلك الذى يرى أن كلمة إحصاء تشير إلى تلك الأساليب والإجراءات التحليلية المستخدمة في معالجة البيانات الرقمية.