مناهج البحث في علم النفس
مناهج البحث في علم النفس
ان طبيعة علم النفس التربوي طبيعة ذات ابعاد نظرية واخري تطبيقية فكما انه يسعي لتنظيم المعرفة واكتشافها فهو معني ايضاً بتطبيق تلك المعارف علي المشكلات التعليمية في غرف الفصل الدراسي . يترتب علي ذلك ان طبيعة الدراسات والبحوث التي تجري في هذا المجال يجب ان تغطي كل الجوانب النظرية التطبيقية ويحدد هيلقارد (1964) ستة أنواع من الدراسات يغلب علي بعضها الطابع النظري البحثي ويغلب علي الأخرى الطابع التطبيقي ، اما التي يغلب عليها الجانب النظري فهي ابحاث في :
1/ التعلم التي استخدمت العضويان الحيوانية ، وهي ابحاث لم تعط أية اهمية لموائمة نتاجها للمواقف التربوية.
2/ دراسات التعلم اللفظي في مختبرات علم النفس وهي أبحاث تستخدم البشر كأفراد للدراسة دون الاهتمام بتطبيق نتائج هذه الأبحاث علي التعلم الصفي .
3 دراسات فاعلية التعلم المبرمج في مختبرات علم النفس وهي أبحاث تستخدم عينة من الطلاب باستخدام المواد الدراسية المختارة دون الاهتمام بمدي تكيف نتائج هذا النوع من الدراسات مع التعلم الصفي .
أما الأبحاث التي يغلب عليها الجانب التطبيقي فمنها :
أ. أبحاث تجريبية تستخدم فيها طلاب مختارين ومدرسين بمواصفات معينة .
ب. أبحاث تهدف إلي تطبيق نتائج الدراسات التجريبية علي صفوف عادية ومدرسون عاديون .
ج. أبحاث تهدف إلى حل المشكلات التعليمية عبر المواقف الصعبة العادية وفي الجو الطبيعي للمدرس. محي الدين توق "عبد الرحمن عرقي(12:1998)
أما عن طرق البحث في علم النفس التربوي فأن الأمر فيها لا يخرج عن ما يمكن أن يقال عن طرق البحث في علم النفس بصفة عامة ولكن قد تكون هناك بعض الخصوصية التي تتعلق بتفسير المفاهيم الخاصة والمواقف السلوكية في الوضع التعليمي وقد ابرز الدكتور نشواتي (1996) ابرز هذه الخصوصيات حول المفاهيم الآتية :
الفهم :
يشير إلى تفسير العلاقات بين المتغيرات ذات العلاقة مع موضوع البحث بغرض تحديد العلاقات التي ترتبط بينها وبذلك يستطيع الباحث في علم النفس التربوي تفسير العلاقات في الموقف التعليمي الذي يشكل مشكلة البحث . مثال لذلك علاقة وجود برنامج للإرشاد التربوي متغير (أ) مع التحصيل الدراسي للطلاب متغير (ب) .
التنبؤ :
ويشير إلى معرفة العلاقات الموجودة بين المتغيرات ذات العلاقة بالموقف التعليمي الذي يشكل مشكلة البحث والتنبؤ بحدوث بعض الظواهر التعليمية .
مثال لذلك ان يتنبأ الباحث بحدوث قدر محدد من التقدم في حال تطبيق برنامج دراسي عليهم .
الضبط :
ويشير الي تحكم الباحث في بعض المتغيرات الأساسية في البحث لتحديد أثرها في متغيرات أخري . وتطرأ لتحدد المتغيرات التي تساهم في إحداث الظاهرة التربوية وتعقيدها فإن مسألة ضبطها قد تكون صعبة فمن الصعب مثلاً علي الباحث أن يتحكم في طرق تعلم الطلاب للقراءة والعوامل التي تساهم في ضبط ظاهرة التحصيل الدراسي وبصفة عامة يمكننا القول بأن هناك ثلاثة أنماط من البحوث ذات ثلاثة أغراض بحثية مختلفة وهي :
1/ الأبحاث الوصفية وفيها يحاول الباحث توثيق ما هو حادث فعلاً . ومثل هذه البحوث إما أن تكون بحوث كيفية ، أي تلجأ لوصف الظاهرة وصفاً لغوياً ، او بحوث كمية أي يميل فيها الباحث إلى وصف الظاهرة بالأرقام . هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن الباحث ليس لدية أي نوع من التحكم في الظاهر مع موضوع البحث (بورت 2003) .
2/ بحوث ارتباطيه :
وفيها يربط الباحث بين مستوي معين من احد متغيرات البحث بمستوي من متغير آخر من البحث . والغرض من هذا النوع من الابحاث هو التنبؤ بمستوي معين لاحد المتغيرات عن طريق معرفة مستوي متغير اخر . ولذلك فالباحث هنا يكون لدية قدر من التحكم في المتغيرات ولكنة ليس تحكم كامل مثال لذلك أن الباحث قد يفترض ان هناك علاقة ارتباطية موجبة بين المستوي الاقتصادي للطلاب ومستوي التحصيل الاكاديمي . وبناء علية يصمم دراستة يحدد فيها بعد ذلك مدي ارتباط مختلف مستويات الطلاب الاقتصادية بنواتج التحصيل الدراسي بعينة الدراسة .
2/ بحوث تجريبية :
وفيها يسيطر الباحث علي مستوي من المتغير المستقل ويلاحظ التغيرات المرتبطة بهذا التحكم في مستوي متغير آخر . والغرض من مثل هذه الابحاث هو تقرير العلاقة السببية بين متغيرين اثنين وعادة تكون التجربة من مشاركين موزعين الي مجموعتين مجموعه تجريبية ومجموعه ضابطة ، ثم يقوم الباحث بتطبيق متغير مستقل عليهم مع الاحتفاظ بدرجة عالية من التحكم علي المتغيرات الدخيلة الاخري التي من المتوقع ان تؤثر علي نتائج التجربة عادة .
هناك ثلاثة طرق لاحداث درجة التوازن المطلوبة بين المجموعتين :
1/ عن طريق اسلوب اختيار المشاركين في التجربة فالعينة يمكن ان تختار عشوائياً وبذلك تتوزع الفروق الفردية بشكل معتدل نسبياً بين المجموعتين الضابطة والتجريبية . او قد تختار العينة حسب درجة التماثل بين المجموعتين في العوامل الرئيسية في تكون افراد مجتمع الدراسة مثل العمر، النوع ،الذكاء ، وغيرها من المتغيرات . ومن المتفق علية تقريباُ ان العينة العشوائية هي التقنية الاكثر قوة من الناحيتين العلمية والعملية خاصة اذا كانت العينة كبيرة الحجم . فهذة الطريقة هي التي تضمن عدم وجود فوارق كبيرة بين المجموعتين في التجربة .
2/الطريقة الأخرى لأحداث التوازن بين المجموعتين الضابطة والتجريبية طريقة إحصائية حيث يتم قياس الاختلافات بين المجموعتين قبل بداية التجربة . ثم يستخدم نفس المقياس لقياس الاختلاف بعد تطبيق المتغير المستقل للاجابة علي سؤال : الي أي مدي يتسبب تطبيق المتغير المستقل في إحداث تغير في المجموعه التجريبية لتصبح مشابهة او متوازنة مع للمجموعة الضابطة ؟ وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة عندما لا يكون من الممكن الأخذ بأسلوب العينة العشوائية .
3/ الطريقة الثالثة لإزالة الاختلافات بين المجموعتين الضابطة والتجريبية هي تصميم تجربة لعينة واحدة تستخدم مرتين بدلاً من أستخدام مجموعتين في عينة واحدة بأفتراض ان ترتيب تعريض المجموعة لتجربة معينة سيؤثر علي النتيجة . مثال لذلك ان تصميم التجربة بحيث ان نصف العينة تخضع لقواعد الضبط التجريبي أولاً ثم يتبع بعد ذلك تعريضهم للوضع التجريبي المصمم مسبقاً اما النصف الاخر فيتعرض للوضع التجريبي أولاً ثم لقواعد الضبط ثانياً وتقاس النتيجة بقياس تأثير ترتيب الفئتين .