المنحى البيئي
نظريات المنحى البيئي- الأسري
يشير مؤيدو هذا الاتجاه البيئي الى أن القوى الداخلية والخارجية معا يجب أن يعترف بها على أنها قوى أساسية وأن تفاعل هذه القوى الداخلية والخارجية الأساس في حدوث السلوك ،واعتمادا لوجهة النظر البيئية فان السلوك هو نتاج التفاعل بين القوى الداخلية للفرد وبين الظروف الخارجية في الموقف المحيط به، ومن رواد ذلك الاتجاه "ليفين"وسيلز .
ويختلف العلماء حسب وجهتهم العلمية في تفسير أثر البيئة على السلوك ،فعالم البيئة يهتم بتحديد الطريقة التي تفسر بها القوى الداخلية المواقف الخارجية وكيفية تفاعلها معه، فمثلا فعالم الاجتماع البيئي يركز على تأثير المجموعات الاجتماعية والمؤسسات على سلوك الافراد ، كما أن علماء البيئة الأطباء ينظرون أولا الى العوامل الجينية التي تقرر الخصائص والمزاج لفرد معين ويحللون التفاعل بين هذا وبين بيئته ،أما علماء البيئة المتبنيون للوجهات والمزاج لفرد معين ويحللون التفاعل بين هذا وبين بيئته، أما علماء البيئة المتبنيون للوجهات التحليلية فانهم يركزون على التفاعل الأسري مبتدئين بالتفسير التحليلي لشخصية الفرد ويطبقون هذا النموذج على نمط التفاعل بين أفراد الأسرة والأقران.
ومن ثم فكل مؤيدي هذا الاتجاه يركزون حول التفاعل بين الفرد وبيئته ،فينظر أصحاب هذا الاتجاه البيئي الى الانحراف السلوكي على أنه عدم توافق بين سلوك الفرد والبيئة مع اختلافهم في التركيز على العوامل البيئية أو التركيز على خصائص الفرد، فالمهتمون بعملية تشخيص السلوك المضطرب في الاتجاه البيئي يعنون بجمع معلومات كثيرة عن الطفل وعن البيئة التي يتفاعل فيها سواء كانت معلومات تتعلق بنمط سلوك الطفل في مواقف مختلفة ،وكذلك مدى ملاحظة وجود اختلافات بين سلوك الطفل في البيت والشارع والمدراس من خلال تحديد المطالب السلوكية السوية لكل موقف .
ونحن نتفق مع هذا الرأي بأن البيئة تؤثر في أنماط الطفل التعلمية وأداءاته السلوكية اضافة لاتجاهاته وعاداته، ولكن علينا أن ندرك أن الطفل ليس مجرد مستقبل سلبي للتأثيرات البيئية المحيطة به فقط لأنه مؤثر فيها ومعدل لها ،وتؤكد كثير من الدراسات البحثية أنه يصعب تغيير سلوك الطفل دون احداث تغييرات موازية له في سلوكيات الأفراد المحيطين به مثل الأسرة والأصدقاء والبيئة الصفية والفروق العرقية والثقافية والاجتماعية.
ونظرا لأن الأسرة لها دور رئيس في غرس الثقة والأمن لدى أطفالها وذلك من خلال دعم السلوكيات المرغوبة وكف السلوكيات غير المرغوبة باتباع قواعد الحب والتقبل للأطفال وتلاشي الغلظة والقوة في الضبط السلوكي ،فسنعرض لأهم العوامل البيئية المتصلة بالأسرة التي تعمل على اضطراب سلوك الأطفال وانحرافه.