نظرية ماسلو
نظرية ماسلو
Maslow's Hierarchy of Needs
طّور إبراهام ماسلو Abraham Maslow نظريته في التسلسل الهرمي للاحتياجات الإنسانية في أواسط القرن العشرين بين 1954م و1971م، حيث افترض أن الأفعال والإنجازات للأفراد تتحقق عن طريق إشباع مجموعة من الاحتياجات المختلفة. وبغض النظر عن كون الفرد طفلاً أو ناضجاً فإن تلك الاحتياجات تتواجد لدى الجميع.
ولعل أفضل الاستخدامات لهذه النظرية يكون مع الأطفال والأسر الذين يواجهون تحديات أو صعوبات تعوق تكيفهم واستقرارهم، إذ تقدم إستراتيجية تشرح من خلالها الأساس الفسيولوجي لإشباع الاحتياجات وما يتحقق عليه من إشباع لاحتياجات أخرى تحقق في النهاية التكيف والرضا النفسي والاجتماعي (Internet, 2007: 6).
ولقد حدد ماسلو هرم الاحتياجات الإنسانية وِفق خمسة مستويات، كالآتي (الصافي"أ"، 1998: 53):
- الحاجات الفسيولوجية: وهي الحاجات البيولوجية الأساسية المهمة للبقاء، كالهواء والماء والطعام والنوم...إلخ. وفي حالة عدم إشباع تلك الحاجات فإن الفرد يشعر بالمرض والألم والاضطراب وغيرها من مشاعر عدم الراحة. والمشاعر الناتجة عن عدم الإشباع تدفع بالفرد للسعي إلى إشباعها حتى يتسنى له الانتقال إلى إشباع المستوى الثاني من الاحتياجات.
- الحاجة إلى الأمن: وهي الحاجة للحماية ضد الخطر، والشعور بالأمن داخل الأسرة والمنزل. وفي حالة وجود الطفل داخل أسرة غير آمنة، كوجود العنف مثلاً قد يؤدي إلى عدم القدرة على الانتقال إلى المستوى التالي من الاحتياجات، مما يتسبب في شعوره بعدم الاستقرار والاضطراب.
- الحاجة إلى الحب والانتماء: لدى الفرد رغبة طبيعية للشعور بالانتماء للجماعة، سواء كانت الأسرة أو العمل أو جماعة الأصدقاء أو الأقارب...إلخ. وكذلك لدى الفرد رغبة في أن يشعر بأنه محبوب ومقبول من قبل الآخرين.
- الحاجة إلى التقدير: هناك نوعان من التقدير، الأول: هو تقدير الذات الذي يتحقق من خلال مجموعة من الوسائل والأساليب التربوية والاجتماعية. والثاني: هو الاحترام والاهتمام الذي يحصل عليه الفرد من قِبل الآخرين، الذي يرتبط بشكل كبير بالنوع الأول وهو تقدير الذات.
- الحاجة للإنجاز: وتعني أن الفرد يستطيع القيام بما يرغب القيام به، بحيث تتولد لديه الدافعية للإنجاز، فمن خلال إشباع المستويات السابقة للحاجات الإنسانية تزداد قدرة الفرد على إيجاد الفرص المختلفة لتحقيق ما يرغب في تحقيقه.
وأفاد ماسلو أنه في كل مرحلة من تلك المراحل، لا بد أن يتم إشباع الحاجات فيها قبل الانتقال إلى المرحلة التي تليها، كما أنه لم يحدد فئة عمرية لكل مرحلة ولذلك يمكن القول: إن تحقيق الذات يمكن أن يحدث خلال جميع مراحل العمر. وإذا طبقنا هرم الحاجات على تقسيمات العمر المتعارف عليها، نجد أن الأطفال في مرحلة الرضاعة يعتمدون على الحاجات الفسيولوجية، وفي مرحلة لاحقة من النمو ينتقلون إلى مرحلة الشعور بالحاجة إلى السلامة والأمن، ثم مرحلة الانتماء والحب، إلى أن يصلوا إلى مرحلة تحقيق الذات وهي في نظر ماسلو تتمثل في مرحلة وسط العمر لما تتسم به من سعة في المعرفة والخبرة وتحقيق الطموحات والأحلام. وقد تعترض الإنسان خلال هذه المراحل بعض الأزمات، كالمرض أو البطالة أو الفقر مما يؤدي إلى التراجع إلى مرحلة سابقة.