فيما تستعد منظمة اليونسكو لعقد مؤتمرها الثاني حول التعليم بالأجهزة المحمولة أو ما بات يُعرف بـ"التعليم النقال" في فبراير/شباط 2013 بباريس، تفيد تقديرات المنظمة بأن المجموع العالمي للاشتراكات في خدمة الهاتف المحمول وصل إلى 6 مليارات اشتراك في نهاية عام 2012.
ويكفي أن نعلم أن عدد مشتركي الهاف المحمول وصل في السعودية والإمارات إلى ضعفي عدد السكان بحسب
تقرير نشرته TNS Global، وهي شركة عالمية متخصصة في أبحاث التسويق. ويستخدم نحو 72% من السعوديين هواتفهم المحمولة لقراءة بريدهم الإلكتروني.
هذا الارتفاع غير المسبوق في عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في البلدان النامية بما فيها العربية والبلدان المتقدمة، يوفر فرصا جديدة لتعزيز جودة نظم التعليم. ومن شأن التعلم بالأجهزة المحمولة، هذه التكنولوجيا التي تكتسب أهمية متزايدة، أن يؤثر تأثيرا كبيرا على عملية التعليم برمتها.
الطلاب في منطقتنا العربية، وفي غيرها من مناطق العالم، يحضرون معهم إلى المدرسة وعلى نحو متزايد أجهزة محمولة متصلة بشبكة الإنترنت بطريقة أو بأخرى.
ولن نجادل هنا ما إذا كان ذلك يشكل نقمة أم نعمة على الطلاب، ولكن: كيف يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لتمكين الجميع من التعليم، وبخاصة في البلدان التي تفتقر إلى الكتب وتتمتع في الوقت عينه ﺑوﻓرة في الأجهزة المحمولة كما هو الحال مع دول العربية؟
كيف يمكن تسخير هذه التكنولوجيات لدعم التنمية المهنية للمعلمين بهدف تحسين جودة التعليم؟ وكيف يمكن أن تسهم التكنولوجيات المذكورة في تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التعليم وأن تعزز الفرص المتاحة للنساء والفتيات؟
نطرح هنا 4 تجارب -وثمة غيرها الكثير- في استخدام الهواتف المحمولة في مجال التعليم من شأنها أن تدفع بعجلة الأخير إلى الأمام وتقدم فرص استثمار جديدة للباحثين عن المغامرات.
التعليم القائم على التساؤل
بدأت جامعة آبيلين المسيحية Abilene Christian University بتقديم آجهزة آي بود وآي فون لطلابها منذ عام 2008، وأتاحت لهم أخيرا اختيار أجهزة آي باد.
أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بدأوا منذ ذلك الحين باستغلال وجود الهواتف المحمولة في صفوفهم بطرق إبداعية عديدة:
1. فقد أقدم قسم المسرح في الجامعة على إنتاج مسرحية عطيل بشكل تفاعلي، وعلى عكس ما اعتدنا عليه في مثل هذه الحالات حيث يطلب القائمون على المسرح في بلداننا العربية بإغلاق أجهزة الهاتف المحمول،
طلبت هيئة التدريس من الطلاب إحضار أجهزة الهاتف إلى مسرحية عطيل التفاعلية لفهمها بشكل أكبر وإجراء حوار حي حولها بين الطلاب.
شاهد كيف تفاعل الطلاب مع المسرحية، ويمكن متابعة الترجمة الأتوماتيكية العربية للنص الإنجليزي (
كيف؟)
2. إصدار جريدة الطلاب بنسختها الإلكترونية على جهاز آي باد تتيح للطلاب وأقسام الجامعة على التفاعل بشكل أكبر.
تابع هذه التجربة، ويمكن متابعة الترجمة الأتوماتيكية العربية للنص الإنجليزي:
3. كما استخدم أعضاء هيئة التدريس أجهزة الهاتف المحمول لتسهيل الحوار مع الطلاب حول الموضوعات المثيرة للجدل بإجراء استفتاءات حية مثلا خلال الحصة الدراسية، والدخول في نقاشات حية معهم.
كما استخدمت الجامعة نمطا للتدريس بمساعدة الهواتف المحملة يسمى بـ "التعليم القائم على التساؤل عبر أجهزة الهواتف المحمولة"، فقد جمعت بين الهواتف المحمولة ونظرية التعلم من خلال السؤال والتجريب:
الكثير من الطلاب لا يعرفون كيف يطرحون الأسئلة. الجامعة وفرت لهم قاعدة بيانات عبر أجهوة الهاتف المحمول يمكن الوصول إليها بسهولة لتكوين فكرة عن موضوع النقاش الأمر الذي ييسهل عليهم النقاش حوله.
الصف المعكوس
لجأت جامعة آبيلين المسيحية إلى تقنية السف المعكوس Flipped Classroom، باستخدام البودكاست حيث يمكن للطلاب الاطلاع على المحاضرة قبل موعدها في الوقت والمكان المناسبين له عن طريق البودكاست.
الفكرة من وراء هذه التقنية هي منح المدرس مزيدا من الوقت للتفاعل مع الطلاب أثناء المحاضرة والعمل على حل المشاكل بدلا من طرحها.
وفي نفس الوقت يمكن للطالب عن طريق مشاهدة البودكاست على الموقع الإلكتروني للجامعة، إعادة المعلومات ومراجعتها وتمحيصها قبل حضوره الحصة الدراسية.
تابع هذه التجربة، ويمكن متابعة الترجمة الأتوماتيكية العربية للنص الإنجليزي:
بيوبوك BioBook - إعادة اختراع الكتب المدرسية
ويقوم هذا المشروع على مبدأ الكتاب التفاعلي الإلكتروني، آخذا بعين الاعتبار أن كل طالب ينظر إلى المشكلة المطروحة أو موضوع النقاش بناء على المفاهيم التي يختزنها في ذاكرته مسبقا.
يتضمن الـ"بيوبوك" التفاعلي الإلكتروني نفس المعلومات التي يتضمنها الكتاب المدرسي العادي، ولكن طريقة ترتيب المعلومات مختلفة: فهي ليست معلومات تسلسلية كما هو الحال مع الكتب المدرسية التقليدية بل تكون على شكل العقدة. كل معلومة عبارة عن عقدة وتترابط هذه العقد مع بعضها على شكل شجرة معلوماتية (كل ورقة شجرة تشكل عقدة معلوماتية)، يستطيع الطالب استكشافها بناء على معارفه وطريقة تفكيره والمعلومات التي يخزنها مسبقا في ذاكرته، وفضوله.
وتتضمن هذه العقد/المعلومات التفاعلية: اختبارات، فيديوهات، نصوص، مقابلات مع الخبراء، فلاش تفاعلي إلخ، وكل ذلك باستخدام تطبيقات على الكمبيوترات اللوحية.
تعليم التجمعات البشرية التي يصعب الوصول إليها
بحسب تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة فإن 68% من سكان البلدان النامية سيمتلكون أجهزة الهاتف المحمول بنهاية عام 2012.
ورغم هذا الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة، لا تزال المبادرات لطرح تطبيقات إلكترونية تساعد على تعليم التجمعات البشرية التي يصعب الوصول إليها، ضعيفة.
ومع ذلك بدأت بعض المبادرات المحدودة. ففي الباكستان، بدأت بعض المدارس بطرح اختبارات للطلاب عبر أجهزة الهاتف المحمولة. وبعد إجابة الطالب على أسئلة الاختبارات يتلقى رسائل أتوماتيكية توضح له أخطائه. وربما تكون هذه التجربة هي الأولى من نوعها للتفاعل مع المدرس بشكل مباشر في مدارس باكستان المزدحمة بالطلاب.
وبعض مدارس الفلبين وتانزانيا بدأت باستخدام تقنية
text2teach و
BridgeIT program، لإرسال الفيديوهات التعليمية إلى الطلاب. وفي الهند تستخدم بعض المدارس تطبيق
MILLEE على أجهزة الهاتف المحمول لتعليم الطلاب اللغة.
وفيما يلي تجد رسما توضيحيا عن استخدام الهاتف الجوال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من Discover Digital Arabia
- See more at: http://www.y2d.me/ar/blog/4-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%AE%D9%84%D9%82%D8%AA-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85#sthash.5Vc1daXs.dpuf