مشروع الأطفال الت
مشروع الأطفال التوحديين
Young Astism Project , YAP:
أنشئ في جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية (UCLA) University of California at Los Angles ويعتبر البرنامج إحدى تطبيقات نظرية الإشراط الإجرائي التي وضعها سكنر في علم النفس الحديث والتي ترى أن السلوك الإنساني متعلم من خلال ضبط المثيرات السابقة ومن خلال التعزيز اللاحق وتؤكد النظرية على إمكانية تعلم السلوك الجيد من خلال التشكيل وبذلك فهي تختلف عن العلاج السلوكي التقليدي الذي يركز على زيادة السلوك المرغوب فيه من خلال التلقين الذي لا يناسب الأطفال التوحدين، فمعظهم لديهم سلوك اجتماعي قليل أو لا يوجد لديهم سلوك اجتماعي أو لغوي أو مهارات ملحوظة ومقبولة للعناية بالذات ويركز البرنامج على:
1 ـ الاهتمام بالسلوك التوحدي أكثر من الاهتمام بالتشخيص.
2 ـ التركيز على البيئة الحالية أكثر من التركيز على الأسباب أو تاريخ الحالة.
3 ـ التركيز على البحث الاستقرائي (inductive) أكثر من التركيز على البحث النظري الاستدلالي Hypothetico deductive.
ويشتق البرنامج مبادئه من نتائج الدراسات السلوكية التالية:
1 ـ لا يؤدي التغير في سلوك ما للتغير في سلوك مرافق وعلى سبيل المثال قد لا يُصاحب الحصيلة اللغوية للطفل تطور ملحوظ في علاقات الطفل مع زملائه أو تطور في مهارات اللعب الجماعي أو مهارات العناية بالذات والتحسن في مهارة ما في مجال معين قد لا يصاحبها التحسن في مهارة أخرى في نفس المجال.
2 ـ الحاجة الملحة لعلاج شامل لمعظم ساعات يقظة الطفل: تشير نتائج الدراسات أن معدل (10-20) ساعة تدريب أسبوعية غير كافية للطفل التوحدي وعدد الساعات المناسبة (40) ساعة أسبوعياً يخصص أول (6-12) شهر للبرامج التي تركز على صعوبات النطق واللغة بينما تخصص الساعات الأخرى إضافة لبرامج النطق واللغة لتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي مع الزملاء.
3 ـ عدم استفادة الطفل التوحدي من العمل بالمجموعات لا سيما في البداية واستفادته من التعلم الفردي بأسلوب واحد خصوصاً في الأشهر الستة الأولى، ويشمل التدريب الأخصائيين والمهنيين والآباء والطلبة والمتدربين (المعلمين المتدربين) لذلك يتم دمج الطفل التوحدي مع الأطفال غير التوحديين عند تطور مهاراته ليستفيد من سلوكهم الاجتماعي.
4 ـ ضرورة التخطيط لتعلم المهارة منذ البداية: تشير الدراسات لعدم وجود دليل على تعميم تعلم مهارة من وضع لآخر أو من شخص لآخر أو من وضع تعليمي لوضع آخر، وعلى سبيل المثال فتعلم مهارة معينة في الصف أو المواقف التجريبية لا يؤدي في النهاية لتعميمها إلى البيت والمجتمع.
5 ـ البرامج التعليمية للأفراد السابقة غير شاملة كونها ركزت على تعليم مهارات محددة لذلك لم تظهر نتائج يمكن التفاؤل بها.
6 ـ تأثيرات البرنامج العلاجي مختلفة عند الأفراد المشتركين في البرنامج ويمكن أن يؤثر الإجراء العلاجي الواحد بطرق مختلفة عند الأفراد وعلى سبيل المثال فتأثير الأقصاء مختلف عند الأطفال الذين يعانون من عدوان جسدي ذاتي.
7 ـ تأثير العلاج الطويل مستمر بعكس البرامج العلاجية القصيرة الذي ينتهي تأثيرها بانتهاء البرنامج بل يحدث انتكاسة عند إنهاء البرنامج.
ويتميز هذا البرنامج بورش العمل المتخصصة التي تعقد للفري r العامل مع الطفل بما فيه الوالدين وأبرز ورش العمل ما يلي:
1 ـ الدورة الأولية: ومدتها ثلاثة أيام، وتهدف التقليل من قلق وارتباك آباء الطفل المشترك في البرنامج وتتضمن الدورة: كيفية بدء البرنامج، الإجراءات والأساليب التعليمية، المحتوى وأدوات التعليم، طريقة التوثيق والاحتفاظ بالسجلات، الإشراف، تحليل مشكلات التعلم عند الطفل.
تستخدم في هذه الدورة أسلوب النمذجة وفق أسلوب الواحد لواحد، إضافة لتقديم التغذية الراجعة المناسبة.
2 ـ الدورة المتقدمة: ومدتها (1-3) يوم شهرياً في الـ (3-4) أشهر الأولى من البرنامج يتم خلالها متابعة ومراجعة وتقيم برنامج الطفل كاملاً وتتفتح الأهداف الجديدة المصممة للطفل إضافة لإعادة تقييم مشكلات الطفل.
3 ـ خدمات المتابعة المقدمة للوالدين خلال ورش العمل وهي نوعين:
1 ـ الاتصالات الهاتفية الإرشادية الدورية الأسبوعية المبرمجة والتي تتراوح مدتها ما بين (20 دقيقة إلى ساعة) وهي مبرمجة إضافة للمكالمات عند الحاجة.
2 ـ الإرشاد المهني: يطلب من الأسرة تسجيل شريط فيديو لمراجعة برنامج الطفل والمشكلات التي تعاني منها بحيث لا تزيد مدته عن (20) دقيقة ويقوم الأخصائي بمشاهدته وتقديم الإرشاد المناسب للأسرة.
4 ـ لقاء جماعي بين قائد الورشة الذي يحمل درجة البكالوريوس في علم النفس كحد أدنى ولديه خبرة في البرنامج لا تقل عن سنتين وبين (15) أسرة كحد أعلى يتم خلالها مناقشة المشكلات وتبادل الخبرات والحصول على تغذية راجعة لتطوير خدمات البرنامج عن طريق تقييم موثق من الأسرة حول البرنامج.
5 ـ يخضع البرنامج لإشراف مهني متخصص حيث يتم مناقشة برنامج الطفل أسبوعياً لمدة (1-2) ساعة عن طريق لجنة تتكون من المشرف والمعلم الرئيسي والإحصائي المتدرب والوالدين والطفل.
أدت النجاحات التي حققها البرنامج لكثير من أولياء الأمور للتوجه ورفع قضايا على المدارس الحكومية تطالب بضرورة توفير البرنامج في المدارس التي تهتم بالأطفال التوحديين.
7 ـ برنامج بيودهن لأطفال ما قبل المدرسة Baudhuim Preschool Program
افتتح البرنامج في عام 1988 م كمدرسة خاصة في حرم جامعة Nova Southeastern في مدينة Lauderdale في ولاية فلوريدا الأمريكية.
يتميز البرنامج بمرونته الفائقة حيث يوفر التدريب المكثف من أسلوب واحد لواحد إلى صفوف الدمج الكامل، ويعتمد البرنامج على أساليب عديدة: أسلوب تدريب المهارات وأسلوب تطوير العلاقات وتقنيات أسلوب التدريس المنظم (TEACCH) والجداول البصرية وأسلوب تبادل الصور.
ويراعي البرنامج عند التخطيط للنشاطات اهتمامات الطفل ودافعيته ويُركز على البيئة المنظمة وأنظمة العمل المستقل لتطوير مهارات السلوك التكيفي والمهارات الاستقلالية والتواصلية والاجتماعية.
ويضم البرنامج أربعة مستويات مختلفة من الأطفال وهي:
1 ـ الأطفال ذوي التوحد الشديد (Children with Severe Autism) يركز البرنامج على تطوير الاستعداد للتعلم مثل الجلوس والانتباه والاستجابة للتعليمات والتقليد والتدريب على التواليت، ويستخدم البرنامج أسلوب التدريس واحد لواحد وأسلوب تبادل الصور (PECS) وتكون نسبة عدد المعلمين لعدد الطلبة في هذا المستوى (1:1)
2 ـ الأطفال ذوي الإعاقات النمائية: ويهدف البرنامج في هذا المستوى لتعلمهم التواصل الدائم من خلال أسلوب التدريس واحد لواحد وأنظمة العمل الاستقلالية وتبلغ نسبة عدد المعلمين لعدد الطلبة في واحد لواحد وأنظمة العمل الاستقلالية وتبلغ نسبة عدد المعلمين لعدد الطلبة في هذا المستوى (1: 3)
3 ـ الأطفال ذوي مستويات مُتباينة من الإعاقة، ويتميز هؤلاء الأطفال بقدرات عقلية ومعرفية عادية ويُركز في تعلميهم على تطوير قدراتهم الاجتماعية من خلال التعلم المباشر للغة واللعب والمهارات الاجتماعية ويقضون جزءاً من اليوم الدراسي في البرنامج والجزء الآخر في الصف العادي.
4 ـ الأطفال ذوي المهارات التواصلية التلقائية ومهارات اجتماعية ومهارات لعب مناسبة: عدد الطلبة في الصف (18) طفل نصفهم توحديون ونصفهما الآخر غير توحديين وتبلغ نسبة عدد المعلمين لعدد الأطفال (1: 6) ويستخدم في هذا الصف التدريس المنظم وأنظمة العمل الاستقلالي والجداول البصرية ويركز في تعليم أطفال الصف على الأمور الوظيفية من خلال روتين المدرسة التقليدية.
تعتبر الأسرة حجر الزاوية الأساسي في البرنامج لذلك تتلقى الأسرة برنامج تدريبي إضافة لتنظيم لقاء أسبوعي دوري مع المرشد، ويُصدر البرنامج نشرة إرشادية شهرية للأسرة،، وتُدعى الأسرة لمشاهدة تطور طفلها من خلال غرفة مراقبة خاصة وفي حالة عدم قدرة الأسرة على الحضور يتم إرسال شريط فيديو لها يوضح تطور الطفل يقوم البرنامج بمنح الأسرة تلفاز في حالة عدم وجود تلفاز لديها.( الشيخ ذيب 2005 ، 24 )