س2ماذا يحدث لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟
س3لو كنت راكب طائرة و أحببت القاء رسالة على منزل صديقي الذي أعرف موقعه على الأرض فتسقط الرسالة في حديقة منزله؟
س4هل تستطيع حساب ثمن البرق حسب تسعيرة شركة الكهرباء ؟
س5هل هناك بحر لا يغرق فيه أحد فعلاً ؟

سورة الـمؤمنون مكية
وآياتها ثمانـي عشرة ومائة
بِسمِ اللّهِ الرحمَن الرّحِيـمِ
الآية : 1 -3
القول
فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الّذِينَ هُمْ
فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مّعْرِضُونَ
}.
قال أبو جعفر: يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: قَدْ أفلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ:
قد أدرك الذين صدقوا الله ورسوله مـحمدا صلى الله عليه وسلم, وأقرّوا
بـما جاءهم به من عند الله, وعملوا بـما دعاهم إلـيه مـما سمي فـي هذه
الأيات, الـخـلودَ فـي جنّات ربهم وفـازوا بطَلِبتهم لديه. كما:
19228ـ
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرّزاق, عن معمر, عن قَتادة, فـي
قوله: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ قال: قال كعب: لـم يخـلق الله بـيده
إلاّ ثلاثة: خـلق آدم بـيده, وكتب التوراة بـيده, وغرس جنة عَدْن بـيده,
ثم قال لها: تكلـمي فقالت: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ لـما علـمت
فـيها من الكرامة.
19229ـ حدثنا سهل بن موسى الرازيّ, قال: حدثنا يحيى
بن الضريس, عن عمرو بن أبـي قـيس, عن عبد العزيز بن رفـيع, عن مـجاهد,
قال: لـما غرس الله تبـارك وتعالـى الـجنة, نظر إلـيها فقال: قَدْ
أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ.
19230ـ قال: ثنا حفص بن عمر, عن أبـي خـلدة,
عن أبـي العالـية, قال: لـما خـلق الله الـجنة قال: قَدْ أفْلَـحَ
الـمُؤْمِنُونَ فأنزل الله به قرآنا.
19231ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا
جبـير, عن عطاء, عن ميسرة, قال: لـم يخـلق الله شيئا بـيده غير أربعة
أشياء: خـلق آدم بـيده, وكتب الألواح بـيده, والتوراة بـيده, وغرس عدْنا
بـيده, ثم قال: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ.
وقوله: الّذِينَ هُمْ
فِـي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ يقول تعالـى ذكره: الذين هم فـي صلاتهم إذا
قاموا فـيها خاشعون وخشوعهم فـيها تذللهم لله فـيها بطاعته, وقـيامهم
فـيها بـما أمرهم بـالقـيام به فـيها. وقـيـل: إنها نزلت من أجل أن القوم
كانوا يرفعون أبصارهم فـيها إلـى السماء قبل نزولها, فنُهُوا بهذه الاَية
عن ذلك. ذكر الرواية بذلك:
19232ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا
الـمعتـمر بن سلـيـمان, قال: سمعت خالدا, عن مـحمد بن سيرين, قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّـى نظر إلـى السماء, فأنزلت هذه
الاَية: الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشعُونَ قال: فجعل بعد ذلك وجهه
حيث يسجد.
19233ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا هارون بن الـمغيرة, عن
أبـي جعفر, عن الـحجاج الصوّاف, عن ابن سيرين, قال: كان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم فـي الصلاة إلـى السماء حتـى نزلت:
قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشعُونَ
فقالوا بعد ذلك برؤوسهم هكذا.
19234ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم, قال:
حدثنا ابن علـية, قال: أخبرنا أيوب, عن مـحمد, قال: «نبئت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا صلـى رفع بصره إلـى السماء, فنزلت آية إن لـم
تكن الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشعُونَ فلا أدري أية آية هي قال:
فطأطأ». قال: وقال مـحمد: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصْره مصّلاه, فإن كان
قد استعاد رالنظر فلـيغْمِض.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, عن ابن عون, عن مـحمد نـحوه.
واختلف أهل التأويـل فـي الذي عنـي به فـي هذا الـموضع من الـخشوع, فقال بعضهم: عنـي به سكون الأطراف فـي الصلاة. ذكر من قال ذلك:
19235ـ
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن منصور, عن
مـجاهد: الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال: السكون فـيها.
19236ـ
حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن الزهريّ:
الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال: سكون الـمرء فـي صلاته.
حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرّزاق, قال: أخبرنا معمر, عن الزهريّ, مثله.
19237ـ
حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرّزاق, عن الثوريّ, عن أبـي سفـيان
الشيبـانـي, عن رجل, عن علـيّ, قال: سئل عن قوله: الّذِينَ فِـي صَلاتِهِمْ
خاشعُونَ قال: لا تلتفت فـي صلاتك.
19238ـ حدثنا عبد الـجبـار بن
يحيى الرملـيّ, قال: قال ضَمْرة بن ربـيعة, عن أبـي شَوْذب, عن الـحسن,
فـي قوله: الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال: كان خشوعهم فـي
قلوبهم, فغضوا بذلك البصر وخفضوا به الـجَناح.
19239ـ حدثنا القاسم,
قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا معمر, عن إبراهيـم,
فـي قوله: خاشعُونَ قال: الـخشوع فـي القلب, وقال: ساكنون.
قال: حدثنا
الـحسن, قال: ثنـي خالد بن عبد الله, عن الـمسعوديّ, عن أبـي سنان, عن
رجل من قومه, عن علـيّ رضي الله عنه, قال: الـخشوع فـي القلب, وأن تُلِـين
للـمرء الـمسلـم كَنَفك, ولا تلتفت.
19240ـ قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنـي حجاج, عن ابن جرَيج, قال: قال عطاء بن أبـي ربـاح, فـي قوله:
الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهمْ خاشعُونَ قال: التـخشع فـي الصلاة. وقال
لـي غير عطاء: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم إذا قام فـي الصلاة نظر عن
يـمينه ويساره ووُجاهه, حتـى نزلت: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ الّذِينَ
هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ فما رُؤي بعد ذلك ينظر إلاّ إلـى الأرض.
وقال آخرون: عنـي به الـخوف فـي هذا الـموضع. ذكر من قال ذلك:
19241ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن الـحسن: الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهِمْ خاشعُونَ قال: خائفون.
19242ـ
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرّزاق, قال: أخبرنا معمر, فـي
قوله: الّذِينَ هُمْ فِـي صَلاتِهمْ خاشِعُونَ قال الـحسن: خائفون. وقال
قتادة: الـخشوع فـي القلب.
19243ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله,
قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, فـي قوله: الّذِينَ هُمْ
فِـي صَلاتِهمْ حاشعُونَ يقول: خائفون ساكنون.
وقد بـيّنا فـيـما مضى
قبل من كتابنا أن الـخشوع التذلل والـخضوع بـما أغنى عن إعادته فـي هذا
الـموضع. وإذ كان ذلك كذلك, ولـم يكن الله تعالـى ذكره دلّ علـى أن مراده
من ذلك معنى دون معنى فـي عقل ولا خبر, كان معلوما أن معنى مراده من ذلك
العموم. وإذ كان ذلك كذلك, فتأويـل الكلام ما وصفت مِنْ قَبْلُ من أنه:
والذين هم فـي صلاتهم متذللّون لله بإدامة ما ألزمهم من فرضه وعبـادته,
وإذا تذلل لله فـيها العبد رؤيت ذلة خضوعه فـي سكون أطرافه وشغله بفرضه
وتركه ما أمر بتركه فـيها.
وقوله: وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ يقول تعالـى ذكره: والذين هم عن البـاطل وما يكرهه الله من خـلقه معرضون.
وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
19244ـ
حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن
عبـاس, قوله: وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ يقول: البـاطل.
19245ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن الـحسن: عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ قال: عن الـمعاصي.
حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, عن معمر, عن الـحسن, مثله.
19246ـ
حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغو مُعْرِضُونَ قال: النبـيّ صلى الله عليه وسلم
ومن معه من صحابته, مـمن آمن به واتبعه وصدقه, كانوا عن اللغْوِ معرضين.