أهمية التسويق11
الأهمية الاقتصادية للتسويق :
يلعب التسويق دورا على جانب كبير من الأهمية فى الحياة الاقتصادية سواء للفرد أو للمجتمع ككل ، وهذه الأهمية ناتجة عن الطبيعة الشمولية لوظائف التسويق التى تتضمن كافة مراحل توفير السلعة أو الخدمة بما فيها مرحلة الدراسة قبل الإنتاج ومرحلة البيع والتقييم بعد الإنتاج ، أو بعبارة أخرى فإن التسويق ليس عملية لاحقة للإنتاج وإنما هو يبدأ قبل أن يبدأ الإنتاج ويستمر فى جميع مراحل الإنتاج موجها له عن طريق الأبحاث والدراسات ، ومقرراً لمهندس التصميم ما يريده المستهلك فى سلعة أو خدمة معينة وبأى سعر يستطيع دفعه ، وفى المكان والزمان المطلوبين ، أى أن التسويق يؤثر فى تصميم الســـــلعة
وفى تحديد البرامج الإنتاجية وضبط البضاعة … الخ ، بمعنى أنه يؤثر على حجم النشاط الاقتصادى فى البلاد .
كما أنه باستعراض بعض مفاهيم التسويق ، تبرز جوانب أخرى للدور الهام الذى يؤديه التسويق – كنشاط إدارى رئيسى – فى الحياة الاقتصادية والمعاصرة .
فالتسويق ظاهرة تجارية قديمة قدم الإنسان ذاته حينما كان يقوم بإشباع حاجاته ورغباته بنفسه ، ولكن بعد أن تعددت هذه الحاجات والرغبات بدأ الإنسان فى مبادلة سلعة بأخرى منذ القدم ، ثم جاءت الثورة الصناعية وما جلبته من إمكانيات الإنتاج على نطاق واسع ، لتؤكد أهمية الوظائف التسويقية للحياة الاقتصادية .
والتسويق باعتباره نشاطاً من أنشطة المنشآت يعد ذا فائدة اقتصادية لجميع أطرافه وللمجتمع ككل ، وهذه الفائدة الاقتصادية للتسويق ناتجة عن القيمة المضافة للسلع والخدمات التى تضاف عن طريق
القيام بالأنشطة التسويقية ، حيث يمكن القول عموما بأن التسويق يضيف قيمة للسلع عن طريق نقل ملكيتها أو تغيير زمان أو مكان استهلاكها ، ويعبر عن القيمة المضــــــــــافة للنشاط التسويقى ( بالكفاءة
التسويقية ) .
كما أن التسويق يمكن النظر إليه على أنه عملية تبادل أو نقل ملكية السلع حيث أكدت جمعية التسويق الأمريكية كما سبق وأشرنا هذا المعنى حين عرفت التسويق بأنه " القيام بالمجهودات التى توجه سير السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك " .
ويمكن اعتبار التسويق – من الناحية الاقتصادية – عملية توفيق بين الطلب والعرض حيث ينظر إلى السوق على أنها مناطق أو أوقات محددة لالتقاء وتقابل المشــــــترين ( يمثلون جانب
الطلب ) والبائعين ( يمثلون جانب العرض ) سواء تم ذلك فى ظل ظروف المنافسة الكاملة أو فى ظل ظروف المنافسة غير الكاملة .
وأخيراً ينظر إلى التسويق على أنه الأداة التى تقرب الفجوة التى تفصل ما بين المنتجين والمستهلكين برغم الاعتماد والتبادل بين الطرفين ، فالعلاقة بين هؤلاء المنتجين والمستهلكين ليسـت هى التبادل ، وإنما هى الأساس الذى يخلق التبادل ، وقد تكون العلاقة عقبة أو فرصة … ، بمعنى أن هذه العلاقة لا تمثل حقيقة وإنما تمثل إمكانية ، أما الذى يحول الإمكانية إلى حقيقة فهو العمل التسويقى ذاته .
ومن ناحية أخرى فإن التسويق يمثل عنصر الحركة فى الحياة الاقتصادية للمجتمع ويعد مؤشراً لتطورها الاقتصادى حيث يجب اعتباره ( شيئا متحركا ) ، بل إن التسويق يمكن أن يحرك العجلة الاقتصـادية دون زيادة فى التصنيع ، ودون إضافة طاقات إنتاجية جديدة ، ودون إضافة للدخل ، وذلك عن طريق ربط الطاقات الإنتاجية الموجودة بحاجات ورغبات المستهلك على النحو التالى :
أولا : عن طريق جعل المنتجين ينتجون السلع المطلوبة وذلك بإعطائهم مواصفات السلع ، ومعاييرها ، ومقاساتها ، ومعدلات جودتها، وكمياتها حسب المناطق الجغرافية ، وأوقات استهلاكها وذلك بتخزين ونقل الكميات الزائدة فى الوقت الملائم للمكان المناسب .
ثانيا : عن طريق جعل المستهلكين يستفيدون استفادة قصوى من القوى الشرائية المحدودة والموجودة لديهم .
وبالرغم من أن الكثير ينظر إلى الأرباح التى يحصل عليها الوسطاء ومنشآت التسويق على أنها كبيرة ، فإنها – إذا تمت العمليات بكفاءة – تتضاءل أمام الضياع الهائل الذى نراه فى أحد
الوجوه الآتية :
- المخازن المكدسة بالبضائع غير المطلوبة من المستهلكين .
- السلع التالفة نتيجة رداءة عمليات النقل ، ومشكلات التخزين .
ثالثا : عن طريق تحويل الطلب الساكن إلى طلب فعال ، وذلك بالتأثير فى المستهلكين لشراء السلع بعد أن كانوا يحتفظون بأموالهم مخبأة . وعليه فإن التسويق يمكنه أن يكشف عن وجود القوة الشرائية ويوجهها ، وبذلك يرتفع مستوى النشاط الاقتصادى بتعريف رجل الأعمال بالفرص الموجودة ، وهذا بالتالى يؤدى إلى ظهور أهمية الإدارة والمديرين ورجال الأعمال .
رابعا : عن طريق جمع الســـــلع المنتجة بكميات صغيرة فى أماكن متفرقة ( والتى لا يمكن بيعها فى الأحوال العادية لصغر حجمها أو ثمنها ) وعرضها فى نقطة التقاء حيث يمكن بيعها بسعر أعلى ، وبذلك يتحقق دخل للمنتجين الصغار . وعلى هذا يمكن القول بأن التسويق يخلق ويدعم صاحب العمل الصغير ، أى يشجع بطريق غير مباشر على التوسع فى قطاع الأعمال .
ولذلك فإن التسويق قد تبوأ مكانة هامة فى حياة المجتمعات المعاصرة ، بحيث أصبحت درجة الكفاءة التى تدار بها أنشطة التسويق تعد معياراً لدرجة تقدم الأمم .